في دراسة جديدة أجريت في إحدى مزارع ضواحي العريش بشمال سيناء -مصر، تم التحقيق في تأثير تغذية الأبقار بتفل الزيتون ونوى البلح على خصائص اللبن والجبن الجاف المنتج، وقد أظهرت النتائج بعض التأثيرات المثيرة التي قد تفتح آفاقًا جديدة في مجال إنتاج الألبان ومنتجاتها.
مقالات ذات صلة:
طريقة طهو البيض المثالية: دراسة تكشف عن تقنية جديدة للحفاظ على الطعم والقيمة الغذائية
دراسة حديثة: العلاقة بين طلاق الوالدين والسكتة الدماغية في كبار السن
تم تغذية الأبقار في الدراسة بعليقة غير تقليدية، حيث تم استبدال 20% من الذرة الصفراء في العليقة بتفل الزيتون ونوى البلح، واستمرت التغذية لمدة خمسة عشر يوما على ثلاث مجموعات من الأبقار من نوع فريزيان، وبعد فترة التغذية تم جمع اللبن من كل مجموعة على حدة وإجراء مجموعة من الاختبارات الكيميائية والبكتريولوجية.
وقد أظهرت النتائج أن اللبن الناتج عن الأبقار المغذاة بتفل الزيتون (T2) كان يحتوي على مستويات جيدة من المواد الصلبة الكلية والدهن والبروتين مقارنة باللبن الناتج من الأبقار المغذاة بنوى البلح (T3) أو اللبن من الأبقار التي تلقت العليقة التقليدية (الكنترول)، كما لوحظ اختلاف طفيف في بعض العناصر مثل الكازين وبروتينات الشرش.
اما بالنسبة للمحتوى البكتريولوجي، كانت النتائج مشجعة حيث لم يلاحظ وجود أي اختلاف ملحوظ بين العينات المغذاة بتفل الزيتون أو نوى البلح مقارنة بالكنترول، وقد أظهرت التحاليل انخفاضا ملحوظا في أعداد البكتيريا الكلية (TC) في اللبن الناتج من الأبقار المغذاة بتفل الزيتون، مما يشير إلى زيادة في المقاومة الطبيعية للبكتيريا في اللبن.
هذا وتم تصنيع الجبن الجاف (جبن الراس) من اللبن الناتج عن هذه التجارب، وأظهرت التحاليل الكيميائية للجبن بعد فترة تسوية تمتد لأربعة أشهر نتائج مثيرة، اذ كان للجبن الناتج من الأبقار المغذاة بتفل الزيتون (T2) نسبة رطوبة ودهون أعلى قليلا مقارنة ببقية العينات، كما كانت نسبة البروتين في الجبن الناتج من هذه الحيوانات أعلى من تلك الناتجة عن الأبقار المغذاة بنوى البلح أو العليقة التقليدية.
وفيما يخص الأحماض الدهنية، أظهرت التحاليل باستخدام جهاز GC أن نسبة الأحماض الدهنية المشبعة كانت أعلى في الجبن الناتج عن الأبقار المغذاة بتفل الزيتون مقارنة بالكنترول، كما تم اكتشاف وجود الحمض الدهني الكونجيجاتد لينوليك (CLA) في الجبن واللبن، مما يدل على التأثير الإيجابي لتفل الزيتون على تحسين جودة الأحماض الدهنية في منتجات الألبان.
كذا، تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن تغذية الأبقار بتفل الزيتون ونوى البلح يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على جودة اللبن والجبن الجاف، اذ يمكن أن تؤدي هذه الأنواع من التغذية إلى تحسين خصائص اللبن من حيث القيمة الغذائية، كما يمكن أن تؤدي إلى إنتاج جبن جاف يحتوي على مستويات أعلى من البروتينات والدهون الصحية، كما أن وجود الحمض الدهني الكونجيجاتد لينوليك (CLA) في الجبن يدل على الفوائد الصحية المحتملة لهذا النوع من التغذية.
ختاما، تفتح هذه الدراسة الباب أمام إمكانية تحسين جودة الألبان ومنتجاتها باستخدام مصادر غذائية غير تقليدية مثل تفل الزيتون ونوى البلح، مما يسهم في تعزيز الإنتاجية وتحقيق فوائد صحية للمستهلكين.
