في تصريحاته النارية الأخيرة، أصبح محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، محط الأنظار والتداول الإعلامي المكثف بعد إدلائه بتصريحات جريئة توقع فيها اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. الحسيني، الذي بات يُلقب بـ "صاحب النبوءة"، ليس فقط تنبأ بمصير نصر الله، بل كشف عن مشهد إقليمي معقد يتجاوز مجرد عملية اغتيال ويشير إلى صراع أوسع تتورط فيه أطراف إقليمية ودولية.
مقالات ذات صلة:
انتشال جثة حسن نصر الله من تحت أنقاض الضربة الجوية الإسرائيلية
إيران تتخذ تدابير أمنية مشددة بعد اغتيال حسن نصر الله: خامنئي في مكان آمن
إسرائيل تعلن تنفيذ "النظام الجديد": ضربة جوية تقتل حسن نصر الله وكبار قادة حزب الله
إيران قدمت نصر الله قربانًا
وفقًا للحسيني، فإن إيران هي التي قدمت المعلومات الحاسمة التي قادت إلى اغتيال حسن نصر الله. في حديثه، صرح الحسيني أن "طهران تركت زعيم حزب الله فريسة، وقدمت إحداثياته الجغرافية بدقة، ليتم استهدافه مباشرة دون أي خطأ". وأضاف الحسيني بأنّ هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية إيرانية أوسع تستهدف حماية النظام الإيراني بأي ثمن، حتى لو كان ذلك عبر تقديم أقرب حلفائها كقرابين. وأوضح الحسيني قائلاً: "إيران لم تقدّم حسن نصر الله فقط قربانًا، بل أيضًا قاسم سليماني وإسماعيل هنية في صفقات تضحية تهدف لحماية مصالحها النووية".
اغتيال نصر الله: استهداف مباشر بقصد القضاء على قوة حزب الله
الحسيني تحدث بتفصيل عن الاغتيال قائلاً: "كان نصر الله موضع استهداف مباشر، وتم إرسال معلومات محددة عن تحركاته وتفاصيل موقعه في لبنان إلى جهة دولية، ليكون مصيره حتميًا". الحسيني يرى أن حزب الله، الذي صنعته إيران ليكون قوة مؤثرة في لبنان والمنطقة، قد تحول اليوم إلى أداة يجب التخلص منها بعد أن استنفذ غايته. وأضاف أن الهجوم على نصر الله كان بمثابة رسالة واضحة مفادها أن طهران مستعدة للتخلي عن حلفائها من أجل حماية مشروعها النووي، الذي يعتبر الأولوية القصوى للنظام الإيراني.
حزب الله على مفترق طرق: مستقبل غير مضمون
أثار اغتيال نصر الله العديد من التساؤلات حول مستقبل حزب الله في المنطقة، وهل يمكن أن يستمر الحزب بذات القوة والنفوذ بعد فقدان قيادته؟ الحسيني يرى أن الحزب قد يواجه مصيرًا مشابهًا للقيادات الأخرى التي اغتيلت في السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن الشخصيات البديلة قد لا تملك ذات الكاريزما أو القدرة القيادية التي كانت لحسن نصر الله.
اقرأ أيضا:
إيران تعلن الحداد بعد اغتيال حسن نصر الله: خامنئي يؤكد استمرار مسيرة المقاومة
تصعيد غير مسبوق: الحوثيون يستهدفون مطار بن غوريون واستشهاد حسن نصرالله يرفع التوتر في المنطقة
مقتل قائد «فيلق القدس» واغتيال نصر الله: تصعيد غير مسبوق يضع المنطقة على حافة الانفجار
الحسيني يحذر القياديين في سوريا: "أنتم التاليون"
لم تتوقف توقعات الحسيني عند حسن نصر الله فقط، بل تجاوزت ذلك لتصل إلى القيادات الميدانية لحزب الله في سوريا. حذر الحسيني كلا من هيثم علي الطبطبائي، قائد القوات الخاصة لحزب الله، ويوسف هاشم، المسؤول عن حماية مصالح الحزب في العراق، من أن دورهما قادم، وأنهما يجب أن يغادرا سوريا فورًا قبل أن يصبحا ضحيتين لنفس الصفقات التي أدت إلى اغتيال نصر الله.
في تصريحاته المثيرة، قال الحسيني: "لقد باعوهما كما باعوا نصر الله، وأدعو كلا منهما إلى العودة إلى بيروت فورًا قبل أن تتحرك الدبابات والطائرات الإسرائيلية التي ستجتاح بيروت ودمشق قريبًا". وأكد الحسيني أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية كبيرة في سوريا تهدف إلى القضاء على قيادات حزب الله الميدانية، والتي قد تؤدي إلى اختطاف أو قتل الشخصيات الرئيسية في الحزب.
طهران: بين النووي وحزب الله
الحسيني أكد أن إيران لم تتخلى عن نصر الله وحزب الله إلا لسبب واحد: مشروعها النووي. أشار إلى أن النظام الإيراني أصبح مهتمًا بتحقيق هدفه الأكبر وهو إعلان نفسه كدولة نووية، وأن الشخصيات مثل نصر الله وسليماني وغيرها ليست سوى أدوات في هذا المشروع الكبير. وأضاف الحسيني: "إيران تعمل بمنطق تحقيق الغاية بأي وسيلة، والنظام النووي أهم لديها من الدين أو الأشخاص".
اقرأ أيضا:
هاشم صفي الدين يتصدر الأسماء المرشحة لقيادة حزب الله بعد مقتل حسن نصر الله
كيفية اغتيال إسماعيل هنية: تصعيد خطير ينذر بتفجر الأوضاع في الشرق الأوسط في انتظار الرد الايراني
جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن اغتيال نبيل قاووق نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله في ضربة جوية
ماذا بعد اغتيال نصر الله؟
توقع الحسيني أن الأمور لن تتوقف عند اغتيال نصر الله، بل قد تمتد إلى صراع أكبر بين حزب الله وإسرائيل. بحسب الحسيني، فإن إيران حرّضت على تصعيد عسكري في لبنان وسوريا بعد اغتيال نصر الله، وهو ما قد يشعل المنطقة ويدخل لبنان في دوامة من العنف لا نهاية لها. وأكد الحسيني أن الرد الإسرائيلي لن يكون على لبنان فحسب، بل قد يستهدف المنشآت النووية الإيرانية بشكل مباشر، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.
النبوءة الكبرى تتحقق؟
محمد علي الحسيني يرى أن اغتيال حسن نصر الله ليس مجرد عملية اغتيال عادية، بل هو بداية لتغيرات كبرى في المنطقة. وفي ختام تصريحاته قال الحسيني: "كل ما قلته تحقق، وما هو قادم سيكون أكثر خطورة. إيران قدّمت رأس حسن نصر الله على طبق من ذهب، وما ينتظر المنطقة هو نار مشتعلة ستأكل الأخضر واليابس".
تصريحات الحسيني تعد بمثابة جرس إنذار لما قد يكون قادمًا من تطورات خطيرة، فهل سنشهد تصعيدًا أكبر في الأيام المقبلة؟