جاءت أقوال أوغلو بعد أيام قليلة من المصادقة على اتفاق تطبيع العلاقات وبعد تبادل تصريحات ناقدة حول غزة
"اسرائيل وتركيا ستباشران بعملية تبادل السفراء في غضون الأيام المقبلة"، هذا ما أكده وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو، مساء اليوم الثلاثاء.
وقال تشاوش أوغلو ردا على سؤال في مؤتمر صحافي مع نظيره المجري في أنقرة إن الحكومة التركية لم تختر بعد سفيرها الى اسرائيل، "في الأيام المقبلة سيتقرر من سيتم تعيينه سفيرا في اسرائيل"، قال.
وجاءت أقوال أوغلو بعد أيام قليلة من المصادقة على اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا واسرائيل في البرلمان التركي واضعة حدا لتوتر في العلاقات بين البلدين دام ستة أعوام، وكانتا قد وقعتا على اتفاق لتطبيع العلاقات في حزيران/ يونيو الماضي، ويشير الاتفاق على أن تقوم اسرائيل بتعويض تركيا وضحايا المرمرة بقيمة 20 مليون دولار خلال 25 يوما.
وكان تركيا قد سحبت سفيرها من اسرائيل في العام 2010 بعد عام من حادثة سفينة مرمرة ومقتل تسع ناشطين حاولوا كسر الحصار عن قطاع غزة بنيران اسرائيلية، وقامت تركيا حينها بطرد السفير الاسرائيلي من أنقرة.
لكن ورغم تبادل التصريحات المستنكرة والشاجبة في الأيام الأخيرة بسبب قصف اسرائيلي لقطاع غزة، يبدو أن تركيا ماضية في تطبيع العلاقات مع اسرائيل، رغم اشارتها له في بيان استنكرت فيه الضربات الاسرائيلية لقطاع غزة أمس. اذ قالت إن "تطبيع علاقات بلادنا مع اسرائيل لا يعني التزامانا الصمت تجاه الهجمات التي تستهدف الشعب الفلسطيني في غزة".
وشددت على أن "تركيا ستواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية في وجه ممارسات إسرائيل المنافية القانون الدولي والضمير الإنساني قبل كل شيء".
وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيانها إن "تطبيع العلاقات مع تركيا لا يعني أننا سنصمت على استنكاراتها المبالغ بها ضدنا. سنواصل الدفاع عن مواطني دولة إسرائيل الأبرياء من أي اطلاق للصواريخ على أراضينا وفقا للقانون الدولي وبحسب مسؤوليتنها وما يمليه علينا ضميرنا".
وأضافت "من المفضل أن تفكر تركيا مرتين قبل أن تنتقد نشاط دول أخرى العسكري".
وكانت قد اعتقلت السلطات التركية فجر الاثنين خمسة أشخاص حاولوا اقتحام القنصلية الاسرائيلية في البلاد احتجاجا على قصف قطاع غزة.
وتجدد في الأيام الأخيرة القصف الإسرائيلي شمال غزة ردا على إطلاق صاروخ جنوب إسرائيل، حيث قالت مصادر فلسطينية في قطاع غزة، مساء الأحد، أن "الاحتلال شن أربع غارات على مناطق متفرقة شمال قطاع غزة"، فيما أضافت لاحقا عن "تجدد القصف المدفعي بأرض زراعية شمال بيت حانون". وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة "أصيب فتى يبلغ من العمر 17 عاما بجراح طفيفة جراء تعرضه لشظايا في القدم خلال استهداف الاحتلال لمناطق متفرقة شمال قطاع غزة".
وسقط صاروخ أطلق من قطاع غزة الاحد وانفجر في وسط بلدة سديروت جنوب اسرائيل دون إصابات، حسبما أعلنت الشرطة الإسرائيلية. وقالت الشرطة في بيان إن الصاروخ الذي أطلق من القطاع منتصف نهار الاحد سقط بين "بنايتين في شارع في المدينة" دون إصابات أو أضرار.
وتبنى تنظيم "أكناف بيت المقدس" المتشدد الذي أعلن ولاءه لتنظيم داعش وينشط في قطاع غزة مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فهي المرة الأولى منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014 التي يسقط فيها صاروخ وسط بلدة سديروت التي تبعد نحو 4 كيلومترا على الأقل عن القطاع.