الصفحة 2 من 4
تسع مواخير ارتبطت بزوايا الأولياء الصالحين
ارتبطت أغلب المواخير في تاريخ تونس بأماكن وجود زوايا الأولياء الصالحين، طيلة مئات السنوات، بل وتقاسمت معها الزوّار، وبقيت "في حمايتها"، خشية من بطش الرافضين لوجودها.
يروي المؤرّخ عبد الستار عمامو لرصيف22 أن كثيراً من مواخير تونس ارتبطت بزوايا وأنهج الأولياء الصالحين، على غرار الماخور الوحيد المتبقي في مدينة تونس والموجود في نهج الولي الصالح سيدي عبد الله قشّ.
وأفاد عمامو بأن تسعة مواخير في العاصمة ارتبطت أماكنها بأنهج تحمل أسماء الأولياء الصالحين، على غرار سيدي بن نعيم وسيدي منصور وسيدي عبد الله قشّ، موضحاً أنّ الجدل الحاصل حول الماخور الموجود في نهج سيدي عبد الله يعود إلى كونه الماخور الوحيد الذي بقي في العاصمة، وهو موجود منذ فترة ما قبل الاستقلال.
وأكّد عمامو أن عدد المواخير في مدينة تونس كان في حدود الـ14 قبل الاحتلال الفرنسي لكن بقي فقط 9 منها، قبل أن تغلق 8 مواخير، مشيراً إلى أنه في بداية القرن العشرين كان هنالك ماخور يشغّل رجالاً واسمه عليّ واكي.
وقال عمامو إنّ هنالك اعتقاداً كان سائداً في المخيال الشعبي وبين أصحاب المواخير، وهو أن بيوت الدعارة الموجودة بجانب الزوايا والأولياء الصالحين تتمتع بحمايتهم، ولكنه يلفت إلى أن عدداً من العاملين في هذه البيوت لم يكونوا من المسلمين وإنما من المسيحيين واليهود.
وأوضح عمامو أن انطلاق الدعارة المقننة في فضاءات مخصصة لهذا النشاط كان في العهد الحفصي حين صار هذا النشاط من مشمولات قاضي المزوار، وكان يدرّ أموالاً كثيرة على خزينة الدولة، إذ أنّ البغاء كان يُعتبر القطاع الثالث من حيث مداخيل الدولة بعد القرصنة والنخاسة.
وأشار إلى أن المرأة التي كانت تمارس هذه المهنة خارج الأطر القانونية تعاقَب عبر التنبيه والضرب قبل أن توضع في كيس بصحبة قط وتثقّل بحجر ثم ترمى في بحيرة تونس.
وعن تساهل بعض الأولياء مع العاملات في الدعارة، ذكر عمامو قصة السيدة عائشة المنوبية (1190-1266) التي كانت داعمة للمرأة في عصرها وكانت تحمي النساء اللواتي يغادرن بيوتهن بسبب عزم آبائهن على إرغامهن على الزواج.
وتابع عمامو أن السيدة المنوبية كانت أيضاً تحمي النساء اللواتي أخطأن بأي شكل من الأشكال، ومنهنّ العاملات في الدعارة.