الصفحة 4 من 4
المجتمع قاسٍ والظروف أقسى
في تونس، ورغم أن الجميع يعرف بيت الدعارة الموجود في نهج سيدي عبد الله قشّ، إلا أنّه من الصعب أن يتحدّث الناس مع العاملات هنالك، فهنّ يرفضن الحديث إضافة أنه من الصعب الالتقاء بهنّ خارج ذلك إطار عملهنّ.
ولكن تمكنّا من الحديث قليلاً مع إحدى النساء اللواتي عملن سابقاً في أحد بيوت الدعارة. تروي "فائزة" (اسم مستعار) أنها لم تذهب يوماً إلى زاوية لتتبرك بها وربما لا تنوي ذلك ولكن بعض مَن عملنَ معها سابقاً ذهبن.
"هنالك اعتقاد كان سائداً في المخيال الشعبي وبين أصحاب المواخير، وهو أن بيوت الدعارة الموجودة بجانب الزوايا والأولياء الصالحين تتمتع بحمايتهم"
فائزة تجاوزت الأربعين من عمرها. هي أم لطفلة وحيدة من زواج دخلته وهي بعمر الـ17 قبل أن تتطلق بعد سنة من ذلك وتسلك طريق الدعارة بسبب الحاجة ثم تعمل في ماخور لسنوات عدّة.
تروي لرصيف22 أن زميلة سابقة لها ذهبت إلى إحدى زوايا العاصمة وغطت رأسها بحجاب وغيّرت مظهرها حتى لا يعرفها أحد، ودخلت إليها وأشعلت شموعاً.
تقول إن صاحبتها هذه كانت متعوّدة على الذهاب إلى "التقازات" (العرافات أو قارئات الكف) وهي تؤمن بهذه الطقوس وتجلها وكثيراً ما تبكي في خلواتهم وتضيف: "كانت تخاف الموت. كلنا نخشى الموت".
وختمت فائزة حديثها بالقول: "ربما ما نقوم به لن يغفره الله ولكن المجتمع قاس والظروف أكثر قسوة".