الصفحة 3 من 4
مبادرة تونسية
وتتصل تونس مع ليبيا بحدود برية طويلة، ويوجد عليها منفذان بريان جنوبي تونس: منفذ "رأس جدير" في مدينة بنقردان بمحافظة مدنين، ومعبر "ذهيبة وازن" بمدينة ذهيبة في محافظة تطاوين، وما يقابلهما من منافذ بليبيا.
ولذلك تهتم السلطات التونسية بوجود استقرار دائم في ليبيا؛ لمنع عمليات التهريب والهجرة وتسلل أي مسلحين، بالإضافة إلى أن هدوء الأوضاع يؤدي إلى نشاط اقتصادي كبير مؤثر على تونس من ناحية إعادة الإعمار وتقليص نسبة البطالة ونشاط حركة المعابر التجارية.
وتجد تركيا في مشاركة تونس فرصة لدعم الحل السياسي في ليبيا بما يضمن وقف إطلاق النار، حيث سبق أن صرح أردوغان بأنه أبلغ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن من الضروري مشاركة تونس والجزائر وقطر في مؤتمر برلين الخاص بليبيا، والمزمع تنظيمه في بداية عام 2020.
ويوم الاثنين (23 ديسمبر 2019)، اجتمع الرئيس سعيّد بممثلي المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية؛ لبحث إمكانية إطلاق مبادرة لحل الأزمة في الجارة ليبيا.
وقال سعيّد: "نجتمع اليوم ليس بحثاً عن الشرعية ولا لاستبدال شرعية بأخرى، بل هناك الشرعية الدولية"، بحسب بيان للرئاسة التونسية عن الاجتماع الذي عُقد بقصر قرطاج الرئاسي.
وشدد على أن "حل الأزمة الليبية لا يمكن أن يكون إلا من خلال الليبيين أنفسهم.. حتى تستعيد ليبيا عافيتها وأمنها وتبني مستقبلاً جديداً.. لا يمكن أن يؤسَّس على أنقاض الماضي".
وزاد قائلاً: إن "الشعب الليبي يرفض أن يكون تحت وصاية أي كان، ونتمنى أن نخرج بمبادرة يمكن أن تدعم الشرعية".
وقالت الرئاسة التونسية: إن هذا الاجتماع يلتئم "على أثر تفويض لرئيس الدولة (سعيّد) من المجلس الأعلى (الليبي) للتدخل العاجل لحقن الدماء ولمّ الشمل بين أبناء الوطن الواحد"، وفق البيان.
وتابعت: إن هذا التفويض يأتي "لما لمسه أعضاء المجلس لدى رئيس الجمهورية قيس سعيّد من مؤازرة للشعب الليبي في محنته، ووقوفه على مسافة واحدة من كل الأطراف، وحرصه على إيجاد حل للأزمة الليبية بعيداً عن التدخلات الخارجية وعن لغة السلاح".