الصفحة 4 من 4
ماذا تحمل زيارة أردوغان؟
وعن زيارة أردوغان المفاجئة لتونس، قال المحلل السياسي التركي حمزة تكين، في حديث مع "الخليج أونلاين"، إن هذه الزيارة بطبيعة الحال أهدافها عديدة، منها تعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا وتونس، خصوصاً مع الأهمية الكبيرة التي تحظى بها تونس بالنسبة لأنقرة، خاصة في ظل التطورات المتسارعة فيما يخص ما يجري بشرقي البحر المتوسط.
وأضاف "تكين": إن "الهدف الثاني من الزيارة هو التنسيق بين الجانبين التركي والتونسي، فيما يتعلق بالتحركات التركية المقبلة في ليبيا لناحية دعم الشرعية عسكرياً وأمنياً ولوجيستياً وفنياً ضد مليشيات حفتر، وهذه الزيارة ستؤمّن هذا التنسيق الكبير بين أنقرة وتونس، وهو ما سيؤمّن نجاح أي تحرُّك".
وشدد على أن "هذه الزيارة ستعود بالفائدة على الحل في ليبيا ضد الانقلابي خليفة حفتر، وهذا يُظهر أن الدعم العسكري من تركيا لحكومة الوفاق بات قاب قوسين أو أدنى".
من جانبه، قال الكاتب السياسي التونسي محمد هدية، في حديثه مع "الخليج أونلاين": إن "الزيارة كانت متوقعة لدى عديد من الأوساط، خصوصاً بعد إمضاء تركيا وليبيا للاتفاق العسكري والحدودي (البحري)".
وأضاف: إنه "علاوة على الدور التركي المعلن والمرتقب واعتزام أنقرة التدخل بكل ثقلها من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية، فإن تونس التي تمثل حدودها البرية مع ليبيا أكثر من 500 كم تبقى طرفاً رئيساً في مواجهة تداعيات كل ما يحدث بالجارة ليبيا"
وأشار "هدية" إلى أن "لقاء قيس سعيّد، الأسبوع الماضي، مع ممثلي القبائل والمدن الليبية، وحديثه عن الدور الطبيعي والمنطقي الذي لا بد من أن تلعبه تونس في كل تسوية أو حوار يتعلق بالأزمة الليبية، فهِمهما الرئيس أردوغان بشكل جيد، وسارع للقاء قيس سعيّد قبل أن تنطلق تركيا لتطبيق الاتفاقيات مع ليبيا بشكل فعلي".
ويزيد من أهمية هذه الزيارة، بحسب الكاتب التونسي، أن "أردوغان هو أول رئيس دولة يزور تونس بعد انتخاب قيس سعيّد وقبل حتى تشكيل الحكومة التونسية، وإذا علمنا أن أهم الصلاحيات التي يمنحها الدستور التونسي لرئيس الجمهورية هي الشأن الخارجي".
وأكد "هدية" أنه لذلك "اقتنص سعيّد فرصة كبيرة لممارسة صلاحياته الدستورية في تسطير السياسة الخارجية لتونس من أوسع الأبواب"، خصوصاً أن هناك بوادر تفيد بانطلاق "معركة" التنافس على الصلاحيات الدستورية بين رؤوس السلطة في تونس: رئاسة البرلمان، ورئاسة الحكومة المرتقبة، ورئاسة الجمهورية.