اختر لغتك

الطبوبي يفتح طريق المصالحة مع قيس سعيد: البرلمان بات من الماضي

الطبوبي يفتح طريق المصالحة مع قيس سعيد: البرلمان بات من الماضي

الطبوبي يفتح طريق المصالحة مع قيس سعيد: البرلمان بات من الماضي

الاتحاد العام التونسي للشغل يدعم الإصلاحات والاستثمار فهل سيخفف من المطلبية.

تونس – أرسل نورالدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، بعد إعادة انتخابه على رأس المنظمة لدورة جديدة، إشارات واضحة على تغير موقفه سياسيا في اتجاه الاقتراب أكثر من الرئيس قيس سعيد ومسار الخامس والعشرين من يوليو، واجتماعيا في اتجاه التهدئة وإظهار دعمه لمسار الإصلاحات الاقتصادية وتشجيع الاستثمار، ما قد يحمله ذلك من تقليص في حدة المطالب التي طبعت أداء الاتحاد في السنوات العشر الأخيرة.

وقالت أوساط سياسية تونسية قريبة من اتحاد الشغل إن الطبوبي تحرّر الآن من الضغوط التي عاشها في الأشهر الماضية التي سبقت المؤتمر، والتي اضطر فيها لإطلاق خطاب تصعيدي تجاه السلطة السياسية، وهو أمر منطقي في مواجهة معارضة أيديولوجية داخل المنظمة كانت تعمد دائما إلى رفع سقف المطالب لإحراجه.

وأضافت الأوساط السياسية التونسية أن الطبوبي نجح في عقد تحالفات براغماتية مكّنته من أن يحصل على فوز كبير على حساب معارضة قومية ويسارية، وهو ما سيمكنه من التحرك بشرعية أقوى لتحديد شكل العلاقات سواء مع الرئيس قيس سعيد أو مع المعارضة السياسية، لافتة إلى أن الاتحاد يريد أن يكون حلقة الوصل والحوار بين الطرفين، لكنه أقرب إلى قيس سعيد.

وشددت هذه الأوساط على أن الضابط الأساسي بالنسبة إلى القيادة الجديدة لاتحاد الشغل هو إظهار تمايزها عن حركة النهضة الإسلامية وعدم السقوط في مخططها خاصة ما تعلق بعودة البرلمان أو “تدويل” الأزمة التونسية لتكون محور نقاش السفارات، وفتح باب الضغوط على تونس من بوابة المساعدات.

ولاحظت أنه في الوقت الذي هنأ فيه قيس سعيد الاتحاد بنجاح مؤتمره، فإن حركة النهضة تلازم الصمت تجاه نتائج المؤتمر وعودة القيادة القديمة للمنظمة بشرعية أقوى، ما يكشف عن مخاوف لدى الحركة، وخاصة رئيسها راشد الغنوشي، من أن يفكك الاتحاد الجبهة التي تبنيها النهضة حاليا ضد قيس سعيد.

ودعا الطبوبي في تصريحات للتلفزيون الرسمي الاثنين القوى السّياسية المعارضة لإجراءات قيس سعيّد إلى “مراجعة مواقفها والتنازل عن طلباتها بعودة البرلمان من أجل مصلحة البلاد”، مشددا على أن “البرلمان المعلقة أعماله بات من الماضي”. وكان الطبوبي قد قال بعد إعادة انتخابه لدورة جديدة إن تونس تتسع لكل بناتها وأبنائها شريطة أن يقوم كل طرف بنقده الذاتي.

وقال مراقبون إن رسالة الاتحاد واضحة ومفادها أنّ لا معنى للتمسك ببرلمان فاشل سياسيا وشعبيا، وهو ما يعني إفشال خطة الغنوشي في لعب ورقة البرلمان ليظل في الواجهة ويحوّلها إلى قضية مظلومية لجلب تعاطف الخارج ولو على حساب صورة تونس وحاجتها إلى طمأنة المانحين والمؤسسات المالية الدولية من أجل تسهيل الحصول على المساعدات الضرورية للخروج من الأزمة.

ولاحظ المراقبون أن الطبوبي بدا أكثر تفاعلا مع هواجس التونسيين في ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية وخلق المناخ الملائم لجلب الاستثمارات، معتبرين أن هذا يؤشّر على تغيير جدي في استراتيجية الاتحاد تجاه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.

وقال الأمين العام لاتحاد الشغل بعد لقاء جمعه برئيسة الحكومة نجلاء بودن الثلاثاء إنه “لا يمكن التقدّم بوضع البلاد دون تحقيق استقرار سياسي وخلق مناخ إيجابي لجلب الاستثمار، والتفاوض والحوار هما سبيلا الخروج من الأزمة”، وإن “الاتحاد منفتح على كل الإصلاحات خاصة أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي لا يحتمل التأخير”.

ويعتقد المراقبون أن الاتحاد يمكن أن يوفر لنفسه فرصة المساهمة في إصلاحات جديدة تخرج البلاد من أزمتها وتعود على الجميع بالفائدة بما في ذلك الاتحاد، لافتين إلى أن تشجيع الاستثمار يعني التخفيف من غلواء الاحتجاج النقابي ونزعة المطالب التي لا تتوقّف والتي تمنع المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص من وضع خطط للخروج من مخلفات الركود الذي أحدثته الجائحة.

وتساءل هؤلاء هل الاتحاد قادر فعلا على المضي في هذه الاستراتيجية وإقناع نقابات قطاعية تعوّدت على المزايدة ورفع المطالب دون تحقيق الحد الأدنى من الإنتاج الذي يساعد المؤسسات على المضي في تحمل الأعباء المالية والاقتصادية، وعلى توفير المزيد من الوظائف.

وقال الطبوبي عقب لقائه برئيسة الحكومة إن “تونس في حاجة إلى تضامن وطني حقيقي وإلى إرادة صادقة وحقيقية تضع في حسابها مصلحة الشعب التونسي،” مؤكدا أنه “لا خوف على تونس وأن المستقبل سيكون أفضل”.

من جانبها جدّدت بودن، وفق بيان صادر عن الحكومة عقب اللقاء، تأكيدها “على الدور الفاعل للمنظمة الشغيلة في حلحلة الأوضاع الاجتماعية وتوفير مناخ اجتماعي ملائم للانطلاق في الأولويات والإصلاحات الضرورية التي ينتظرها التونسيون”.

وهنأت بودن الأمين العام بإعادة انتخابه للمرة الثانية على التوالي على رأس المنظمة الشغيلة وكافة أعضاء المكتب التنفيذي الجديد، راجية للجميع التوفيق والنجاح في مهامهم.

كما ثمنت “وجود امرأتين في المكتب التنفيذي الجديد”، داعية إلى “ضرورة تعزيز وجود المرأة في مختلف المناصب القيادية”. والسبت جدد الاتحاد العام التونسي للشغل انتخاب الطبوبي أمينا عاما له لفترة ثانية بعد أن شغل المنصب لخمس سنوات.

 

آخر الأخبار

إطلاق شهادة المهارة: ثورة في سوق الشغل التونسي!

إطلاق شهادة المهارة: ثورة في سوق الشغل التونسي!

زيت الزيتون التونسي يتألق عالميًا: سفراء ومختصون يحتفون بالكنز الوطني

زيت الزيتون التونسي يتألق عالميًا: سفراء ومختصون يحتفون بالكنز الوطني

كارثة جوية في فيلادلفيا: تحطم طائرة إجلاء طبي ومصرع ركابها

كارثة جوية في فيلادلفيا: تحطم طائرة إجلاء طبي ومصرع ركابها

وزيرة الأسرة تُسلّم دفعات جديدة من إشعارات تمويل المشاريع بمدنين وتفتتح المركز الجهوي للإعلامية الموجّهة للطفل

وزيرة الأسرة تُسلّم دفعات جديدة من إشعارات تمويل المشاريع بمدنين وتفتتح المركز الجهوي للإعلامية الموجّهة للطفل

أيّام قرطاج لفنون العرائس 2025: احتفال بالفن والحياة تحت شعار "ماريونات، فن وحياة"

أيّام قرطاج لفنون العرائس 2025: احتفال بالفن والحياة تحت شعار "ماريونات، فن وحياة"

Please publish modules in offcanvas position.