تواجه تونس، كغيرها من البلدان، تحديات عدة في مجال الفساد والاستيلاء على الأموال العامة؛ وفي ضوء هذا الواقع، استعرض رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد خطة لاسترداد الأموال المنهوبة من خلال تفعيل آلية الصلح الجزائي، وقد شدد على أن هذه الآلية تهدف إلى إعادة الأموال المنهوبة إلى الشعب التونسي وتعزيز التنمية في الجهات المتضررة، ويعتبر هذا الاجتماع بين رئيس الجمهورية قيس سعيد و السيدة ليلى جفال، وزيرة العدل، والسيدة سهام بوغديري نمصية، وزيرة المالية، بادرة إيجابية تؤكد التزام الحكومة بمكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
هذا وتعد آلية الصلح الجزائي أداة فعالة لمعالجة قضايا الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، وذلك من خلال التوصل إلى اتفاقات يتم بموجبها استعادة الأموال المنهوبة وتوجيهها للجهات المتضررة، حيث تهدف إلى تحقيق العدالة وإعادة الأموال إلى أصحابها الشرعيين، وفي حالة تونس، إلى تعزيز التنمية في الجهات التي تعاني من الفقر والتهميش.
كذا تشدد الحاجة إلى تشكيل لجنة الصلح الجزائي بأسرع وقت ممكن، بعد إدخال التعديلات اللازمة على المرسوم المنظم لها، ويعتبر تشكيل هذه اللجنة خطوة هامة لتفعيله وتحقيق أهدافه، كما يتعين على اللجنة أن تتألف من أعضاء مستقلين وذوي خبرة عالية في مجالات القانون والمالية، وأن تضمن الشفافية والعدالة في إجراءاتها.
وتعد استعادة الأموال المنهوبة وتوجيهها للجهات المتضررة إحدى الخطوات الأساسية نحو تحقيق التنمية في تونس، فتلك الأموال يمكن أن تستثمر في مشاريع تنموية تعزز البنية التحتية وتوفر فرص عمل للشباب وتحسن الخدمات العامة في المناطقالمتضررة؛ بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الأموال المستعادة لتعزيز القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والبحث العلمي، مما يسهم في تطوير المجتمع وتعزيز مستقبل تونس.
حيث يجب أن يرافق تفعيل الصلح الجزائي جهود مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في القطاعات الحكومية، كما لابد من تعزيز الرقابة وتعزيز النظام القضائي لضمان أن المسؤولين عن الفساد يحاسبون على أعمالهم، و يجب أيضا ان يكون هناك رسالة قوية بأن الفساد لن يتم التسامح معه، وأن الأموال المنهوبة ستستعاد وتوجه لمصلحة الشعب.
في الختام، يعد الصلح الجزائي خطوة هامة في مكافحة الفساد وتعزيز العدالة والتنمية في تونس، فيجب أن يتم تفعيل هذه الآلية بسرعة وشفافية، وأن تتم تعزيزها بجهود مستمرة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في الحكومة والمؤسسات العامة، اذ إن استعادة الأموال المنهوبة وتوجيهها للجهات المتضررة ستسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تونس، وستعزز الثقة في الحكومة والمؤسسات العامة.
Présidence Tunisie رئاسة الجمهورية التونسية
Ministère des Finances -Tunisie
Ministère De La Justice-Tunisie وزارة العدل- تونس