بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية الذي يُحتفل به في 13 أوت من كل عام، انطلقت منذ يوم أمس حملة"مع بعضنا لبعضنا" لتعزيز التعاون داخل الأسرة وذلك ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تونس والذي يحتفل بهذا العيد من خلال تعزيز التعاون الأسري لدعم التنمية الذاتية والاجتماعية والاقتصادية للجميع مؤكدا ان الرجال والنساء يداً بيد من أجل مجتمع متماسك وفرص متكافئة للجميع.
وتسلط حملة"مع بعضنا لبعضنا" الضوء أيضاً على أهمية قضاء وقت نوعي مع الأسرة، خاصة في الأماكن العامة حيث تتيح هذه الأماكن فرصاً للتبادل والتفاعل الثري. فهي لا تقدم لحظات قيمة من الراحة لجميع أفراد الأسرة فحسب، بل تخلق أيضاً فرصاً للحوار وتطوير الذات والحياة المهنية لكل من الرجال والنساء.
ومن هذا المنطلق دعا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تونس جميع العائلات للمشاركة في هذه الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال تقديم قصصهم اليومية وعرض عاداتهم التي تقوي روابطهم الاسرية ليحتفل جميع المشاركين والمشاركات بثراء وتنوع تجاربهم العائلية بما من شأنه بناء مجتمعً أكثر تواصل وتماسك حيث يعتبر النساء والرجال حلفاء في كافة مجالات الحياة كما ان تمتين الروابط بينهم تساهم في بناء أسرة متماسكة ومجتمع أكثر عدل وشمولية.
يشار الى ان النساء حسب دراسة أوكسفام و جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية لسنة 2020 تقضي بين 8 و12 ساعة يوميًا في الأعمال المنزلية غير مدفوعة الأجر بينما يقتصر وقت الرجال على 45 دقيقة غير مدفوعة الأجر يومياً لهذه المهام، وقد أبرزت تداعيات جائحة كوفيد-19 في تونس أهمية توزيع المسؤوليات الأسرية بشكل عادل، مع التخفيف من العبء غير المتساوي للأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها النساء بدون أجر.
كما يذكر انه في إطار جهود الانتعاش بعد جائحة كوفيد-19، التزم كل من الحكومة التونسية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة بشراكة تهدف إلى توعية المجتمع ودعم الدور الحاسم الذي تلعبه النساء والفتيات في الأسر، مع تعزيز مشاركتهن الاجتماعية والاقتصادية ودورهن القيادي، سواء داخل أسرهن أو في مجتمعهن وبذلك، استفادت، ضمن هذه المبادرة، أكثر من 220 امرأة في ولايتي الكاف وقبلي من برنامج تعزيز القدرات الاقتصادية وأصبحن أكثر مرونة في مواجهة الصعوبات التي خلفتها الجائحة.
كما يشار الى انه مع تحسين المهارات والتوزيع الأكثر عدلاً للمسؤوليات اليومية، مثل الأعمال المنزلية وتربية الأطفال، يحصل كل من النساء والرجال على وقت وطاقة إضافيين للانخراط في أنشطة أخرى، سواء كانت شخصية أو مهنية وهكذا، يتعزز التناغم داخل الأسرة. بالإضافة إلى ذلك، من خلال إدارة النفقات واتخاذ القرارات بشكل مشترك، يضمن الزوجان توزيعاً عادلاً للموارد، مما يحسن الولوج إلى الفرص الاقتصادية والتثقيف المالي، ويساهم في بناء أساس اقتصادي قوي وعادل للأسرة.
ويشار الى انه تم تمويل البرنامج المشترك للأمم المتحدة في تونس لتعزيز دور القيادة للنساء والفتيات في الاستجابة الاجتماعية والاقتصادية والصحية لجائحة كوفيد-19 في تونس (ديسمبر 2021 – جوان 2024) من قبل مملكة الدنمارك، وتم تنفيذه بالشراكة مع وزارات الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج والاقتصاد والتخطيط والشؤون الاجتماعية والأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن والصحة ويعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في حوالي 170 دولة وإقليم، مما يساعد على تحقيق القضاء على الفقر، والحد من عدم المساواة والإقصاء. فهو يساعد البلدان على تطوير السياسات ومهارات القيادة وقدرات الشراكة والقدرات المؤسساتية وبناء المرونة من أجل الحفاظ على نتائج التنمية.
منصف كريمي