في مبادرة رائعة تجسدت فيها روح التعاون والمشاركة المجتمعية، شهدت المدرسة الابتدائية "بن رشد1" في مدينة الرقاب، ولاية سيدي بوزيد، تحولًا كبيرًا في مظهرها الداخلي والخارجي بفضل جهود الإطار التربوي والعاملين في المدرسة، بالإضافة إلى دعم أولياء التلاميذ.
مقالات ذات صلة:
تعطيل الدروس في المدرسة الابتدائية النصابية بسيدي بوزيد بسبب السيول والفيضانات
المدرسة الإعدادية نهج كاراتشي بباردو: أشغال تأهيل بلا تخطيط أم فوضى مستمرة؟
غزة تحت النيران: 24 قتيلاً وعشرات الجرحى في غارة إسرائيلية على مسجد ومدرسة
وقد أكد طارق عمري، مدير المدرسة، في تصريح لموزاييك، أن الفكرة بدأت بتغيير الباب المخصص لدخول وخروج التلاميذ، حيث تم التركيز على زيادة أمان المدرسة من خلال تركيب حواجز وسياج مرتفع حول المؤسسة لحماية التلاميذ، المربين، والأولياء من مخاطر الطريق المحاذي. وأضاف أن هذه المبادرة لاقت ترحيبًا كبيرًا من قبل التلاميذ والزوار، مما دفع إلى تطوير الفكرة لتشمل تزيين المدرسة بالرسومات الجدراية والإبداع الفني الذي يضفي على المؤسسة طابعًا مميزًا.
ولم تقتصر جهود التجميل على الداخل فقط، بل تم تركيب مظلات مجهزة بكراسي في ساحة المدرسة، مما يتيح للتلاميذ فرصة للراحة والمراجعة في أوقات الفراغ، مع توفير الحماية من أشعة الشمس الحارقة. كما تم تحسين البيئة المحيطة بالمدرسة من خلال إضافة أشجار زينة وزيتون، فضلًا عن تبليط الساحة بمادة "التيف" للحد من انتشار التراب والغبار.
ولضمان استمرارية تحسين الخدمات داخل المدرسة، تم حفر ماجل لتخزين المياه الصالحة للشرب، مما سيحد من الانقطاعات المتكررة في المياه، وهي مشكلة يعاني منها سكان المنطقة.
ولإبراز مواهب التلاميذ، تم تركيب محطة إذاعية داخلية لتشجيع الأنشطة الموسيقية والتنشيطية، في خطوة إضافية لتحفيز الإبداع لدى الأطفال. كما يجري حاليًا العمل على تهيئة ساحة التربية البدنية، وتزين جدران المدرسة برسومات مبهجة وجمل تعليمية في الرياضيات واللغة العربية، لتسهم في إثراء مسيرة التعلم التلاميذ على مختلف مستوياتهم.
وأشار عمري إلى أن هذه المبادرة لم تكن لتنجح دون الدعم الكبير من المربين والإطار المشرف الذين تطوعوا لشراء الأصباغ والفرش، بالإضافة إلى تشجيع أولياء التلاميذ الذين تربطهم بالمدرسة علاقة محبة وعطاء مستمر.
إجمالًا، أصبحت مدرسة "بن رشد1" في الرقاب نموذجًا للتعاون المجتمعي بين المدرسة وأولياء الأمور، حيث تجسد فيها تكامل الجهود من أجل بيئة تعليمية آمنة وجميلة، تلهم التلاميذ وتساعدهم على التفوق والابداع.