تمكنت السلطات التونسية من تفكيك خلية إرهابية تعمل على تجنيد شبان تونسيين للانضمام إلى تنظيمات متطرفة خارج البلاد، ليرتفع بذلك عدد الخلايا التي فككتها أجهزة الأمن التونسية إلى 7 خلايا في أسبوع، توزعت على محافظات عدة في البلاد. وذكرت وزارة الداخلية التونسية في بيان مساء أول من أمس، أن وحدات الأمن تمكنت من تفكيك «خلية إرهابية» في محافظة سوسة الساحلية (شمالي شرق) مؤلفة من 13 شاباً يرتبطون بعناصر تنتمي إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ومطلوبة لدى السلطات التونسية.
وأورد بيان الداخلية أن «عناصر الخلية الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و 43 سنة اعترفوا أثناء التحقيق معهم بعقد اجتماعات سرية في أحد مساجد محافظة سوسة (مدينة هرقلة) إضافة إلى تجنيد 12 شاباً من المدينة ذاتها لمصلحة جماعات إرهابية وتسفيرهم إلى بؤر التوتر». وأضافت الوزارة أن «عناصر الخلية اعترفوا أيضاً بارتباطهم بعلاقة وطيدة مع عنصر إرهابي خطر مطلوب لدى السلطات التونسية وينتمي الى كتيبة عقبة بن نافع الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والمسؤولة عن أغلب الهجمات التي شهدتها تونس في السنوات الأخيرة.
وهذه هي الخلية السابعة من نوعها التي تتمكن السلطات الأمنية التونسية من تفكيكها في ظرف أسبوع، في ظل استعدادات أمنية وقضائية وجدل سياسي حاد بشأن عودة محتملة للمتشددين التونسيين من ساحات القتال في سورية والعراق وليبيا.
وتواجه تونس خطر مجموعات مسلحة تتحصن في الجبال الغربية الحدودية مع الجزائر والتي نفذت هجمات مسلحة سقط ضحيتها عشرات رجال الأمن والعسكريين التونسيين. وتوالي أغلب هذه المجموعات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فيما يرتبط البعض منها بتنظيم «داعش».
وأوردت إحصائيات وزارة الداخلية التونسية، أن الوحدات المختصة تمكنت من تفكيك 160 خلية إرهابية طيلة العام الماضي، إضافة إلى الكشف عن 21 مخزناً للأسلحة، عُثر على أغلبها في جنوب البلاد قرب الحدود مع ليبيا الغارقة في الفوضى.
يأتي ذلك في ظل اهتمام الرأي العام بقضية العائدين من بؤر التوتر في سورية والعراق وليبيا، حيث عبرت أطراف عدة عن رفضها القاطع عودة هؤلاء، بينما دعت أصوات أخرى إلى سحب الجنسية منهم.
وكان وزير الداخلية التونسية أكد أمام البرلمان عودة 800 تونسي من بؤر التوتر في ليبيا وسورية والعراق، مضيفاً: «نملك المعطيات الكافية واللازمة عن كل الموجودين خارج تونس في بؤر التوتر، ولدينا استعداداتنا في هذا الموضوع».
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي صرح في وقت سابق بأن «عدد الإرهابيين التونسيين المنتسبين إلى جماعات إرهابية فى سورية وليبيا والعراق يُقدَر بـ 2926 إرهابياً»، لافتاً إلى أن سلطات بلاده تعرف كل كبيرة وصغيرة عن عدد التونسيين الملتحقين ببؤر التوتر للقتال ضمن مجموعات إرهابية وتوزعهم على البلدان. من جهة أخرى، قال وزير العدل التونسي غازي الجريبي إن «160 عنصراًَ من العائدين من القتال في سورية والعراق وليبيا والذين يُتهَمون بقضايا إرهابية، يقبعون حالياً في السجون، إضافة إلى 1647 موقوفاً بتهم ذات صبغة إرهابية».