تمتلك مدينة صفاقس عددا مهما من المباني و المساحات التاريخية التي تم هجرها بمفعول الزمن و تهرأت حيطانها فزارها الموت و سكن أركانها.بما في ذلك مبنى "مقهى تونس" الكائن في باب بحر.و هو تاريخيا ثاني مبنى تم تشييده في المدينة بعد المدينه العتيقة.
هذا المبنى شهد ليلة البارحة 25 جويلية سهرة أحيت ما هرم فيه و استعاد بها شبابه برعاية "البلكون" في اطار مهرجان البلكون.
في صمت الليل و خيتمه أضاء المهرجان الظلمة المحدقة بالمدينة بعد انقطاع الكهرباء في عديد المناطق ممتزجا بالايقاعات المقدمة و التي تقاعل الحاضرون أحسن تفاعل معها و قدمتها الزميلة الرقيقة عبير شقرون.
البداية كانت مع "اسطمبالي عبد السلام" التي تقدم موسيقى شريحة هامة من المجتمع التونسي .الفرقة لم تكتفي بتقديم هذا ايقاعها الموسيقي الفريد بطريقته القديمة، بل أضافت النفس الافريقي الأسود و الحس الغربي العصري ليلتقي التراث الذي كاد يندثر مع جنوبه و شماله في لوحة جميلة زاد الزي الافريقي للمجموعة روحا مرحة في شارع الحبيب بورقيبة.
بعد ذلك صعد نضال اليحياوي الى البلكون أصيل سليانة قدم ما في جعبته من تراث الشمال الغربي ك" شاش الخاطر شاش" و "يا لسمر نحب نزهي معاك".نضال ظهر نضال في قمة السكر الفني و كانت ابتسامته حاضرة بقوة .و كما عود جمهوره كان يقدم غناء بطريقة محينة و توزيع خفيف دون المس من عمق و روح التراث .
في الأخير صعدت فرقة "ماما أفريكا" و التي تجمع 7 جنسيات افريقية سوداء لتغني فنون جنوب الصحراء الافريقي .فن جميل و غير مألوف على جمهور صفاقس و لكنه مقترح جميل من مجموعة "البلكون".
فرانكو اكد لنا أن الهدف من المهرجان هو اقتحام و فتح الأماكن التي تم هجرها و احياءها بالفن و الفنون فالمهرجان يهدف لاحياء المدينة و معالمها المتميزة.فالفن مهمته التواصل بين الأجيال و الفترات.و لعل الاختيارات الفنية للمجموعة تؤكد التفتح الذوقي و استجابته للمنسي مضيفا أن الاختيار على فضاء تبرورة لتقديم الموسيقى الالكترونية هدف فتح مساحة لطالما حلم بها الصفاقسية بالفنون الشبابة في اشارة لحلم الصفاقسية بمتنفس ترفيهي في المدينة.
السهرة البارحة كانت مرحة و متنوعة و لجمهور البلكون موعد مساء اليوم مع الفنان قاسم كافي في رحبة النعمة في المدينة العربي صفاقس الذي تم تزيينه بالغرافيتي قبل الاختتام التاريخي الذي سيشهده فضاء "تبروره " بمعية مهرجان صفاقس الدولي .