المشاركات العربية في منافسات كأس العالم لكرة القدم بروسيا كانت دون المأمول.
موسكو - طالب طارق ذياب وزير الرياضة التونسي الأسبق بوجوب رحيل مسؤولي الجامعة التونسية لكرة القدم وكذلك المدرب نبيل معلول بعد الإخفاق في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا مشيرا إلى ضرورة تغيير المسؤولين عن الرياضة والعمل من البداية بفكر مختلف لأن “الترميم لن يجدي”.
وأوضح وزير الرياضة التونسي الأسبق لدى تقييمه مشاركة منتخب بلاده في مونديال روسيا أنه “يجب على الدولة توفير الإمكانيات”، قائلا “كنت وزيرا ولكن الدولة لم توفر لي الإمكانيات. يجب تغيير البنية التحتية والملاعب وبناء قاعات رياضية جديدة ومسابح في مختلف أنحاء البلاد. يجب أن تكون هناك سياسة رياضية واضحة وتغيير في القوانين. لا يستطيع أي وزير تغيير أي شيء دون توفير المناخ المناسب. عندما كنت وزيرا في 2013 و2014، قلت هذا. أهم شيء هو تغيير البنية الأساسية التي تبدو بحالة سيئة”.
وعن أول خطوة من وجهة نظره في إعداد المنتخب التونسي لكأس العالم المقبلة، قال ذياب: “يجب تغيير المسؤولين أولا، جامعة كرة القدم والمدرب وعلينا أن نأتي بمسؤولين جدد يريدون العمل والتغيير والتطوير وليست لديهم محسوبية ولا قرابة لهم من رؤساء أندية معينة”.
وأضاف طارق ذياب، “يجب تحقيق العدالة في كل المجالات وتطبيق القوانين بصرامة واحترم قواعد اللعبة وأن يكون هناك تحكيم نزيه. علينا العمل من البداية لأن الترميم لن يجدي. هؤلاء الأشخاص الموجودين لا يستطيعون التغيير. إنهم يسيرون في طريق ولا يستطيعون العودة عنه”.
وبخصوص المشاركة العربية في المونديال الروسي، قال: “كل ما توقعناه حدث، كانت المشاركة دون المستوى وهناك تفاوت في الأداء بين المنتخبات الأربعة. المغرب قدم أداء جيدا ولكن جميعهم خرجوا”.
كل المنتخبات العربية تفتقر إلى لاعبين كبار، وفنيا ليست لديها الإمكانيات ومن الصعب عليها الوصول لما نتمناه
وأوضح: “مستوانا يصلح للبطولات الأفريقية لكن أقل من العالمية كثيرا. من يريد الوصول إلى كأس العالم، عليه أن يعمل. لا نعمل ونريد الوصول والترشح للمونديال”.
وأكد أنه ليس بإمكان المنتخبات العربية الفوز أمام منتخبات عريقة ولها تاريخ كبير في كرة القدم، قائلا، “كنا نتمنى أشياء بعيدة المنال”.
وأشار إلى أن “جميع المنتخبات العربية تفتقر إلى لاعبين كبار. فنيا، ليست لدينا الإمكانيات. ولذلك، من الصعب علينا الوصول لما نتمناه. بدنيا، لم نكن جاهزين رغم الاستعدادات الجيدة التي قدمتها جميع المنتخبات. لم يكن هذا كافيا لأن الإعداد البدني يتطلب العمل على مدار فترة تتراوح بين 10 و15 عاما. نحن نبدأ الاستعداد لكأس العالم قبل بدايته بعشرة شهور”.
وأضاف: “هناك أيضا فارق بين البطولات المحلية في الوطن العربي ونظيرتها في أوروبا”.
وأكد: “وضعنا سقفا عاليا لأنفسنا في هذه البطولة، خاصة في تونس، مدربنا (نبيل معلول) جعلنا نعيش الوهم. كان بإمكاننا أن نقدم وجها طيبا. أمام المنتخب الإنكليزي، لم نستطع الوصول لمرمى المنافس. وأمام بلجيكا، خسرنا بخمسة أهداف. وأمام بنما الذي يشبه فرق الهواة، فزنا بشق الأنفس. ليست هذه المشكلة، وإنما المشكلة تكمن في أننا لا نستفيق ونبرر الآن فشلنا بالفوز الثاني الذي حققناه بعد 40 عاما من فوزنا الوحيد السابق في المونديال. هذا هروب من الحقيقة دون رغبة في الإصلاح”.
وقال “هدفنا كان تقديم مستويات جيدة والترشح إلى الدور الثاني. واليوم، نعيش مغالطة ستؤدي بنا إلى الهاوية. لا نستطيع الإصلاح إلا بتغيير العقلية. ولا نستطيع تغيير العقلية إلا بتغيير المسؤولين. مع هذه العقلية القديمة والبالية، لا نستطيع أن نتقدم. من شب على شيء شاب عليه. لدينا الإمكانيات التي تساعدنا على التطور. المهم هو تغيير السياسة الرياضية أولا، والحكومة هي المسؤولة عن السياسة الرياضية. في الدول المتقدمة، تعتني الحكومات بالرياضة والثقافة. واليوم تبدو الدولة غائبة”.
ودافع ذياب عن نظام حكم الفيديو المساعد (فار) الذي بدأ تطبيقه في بطولة كأس العالم 2018 مشيرا إلى أنه ساهم في توفير المزيد من الإنصاف والعدالة.
وقال ذياب “أحبذ هذا النظام فهو جيد ولم يثر القلق ولم يعطل المباريات. يساعد على تحقيق العدل والإنصاف. المنتخب المغربي ربما تعرض للظلم نسبيا من هذا النظام. ولكن، تخيل لو لم يكن هذا النظام، كانت ستحدث أخطاء عديدة. من الممكن ظلم منتخب واحد ولكن لا يظلم 32 منتخبا” مشيرا إلى ضرورة استمرار تطبيق نظام (فار) في البطولات الكبيرة.
وعن رأيه في تنظيم المونديال الحالي، قال ذياب “فوجئت بهذا التنظيم. كانت لدينا صورة خاطئة عن روسيا. ولكننا وجدنا بلدا منفتحا ودولة عظمى وبنية أساسية رائعة وتنظيما محكما وشعبا مضيافا. زرت العديد من الدول، وأستطيع القول إن الشعب الروسي من أفضل الشعوب التي قابلتها”.
وأكد أن مستوى “مونديال روسيا مرتفع للغاية خاصة بعد خروج ألمانيا مبكرا وخروج المنتخبات العربية والأفريقية جميعها من الدور الأول”.
وعن المنتخب الذي يرشحه للفوز باللقب، قال “أعتقد أن منتخب البرازيل لديه خبرة كبيرة ويتمتع بالانسجام. مستوى الفريق يرتفع تدريجيا. وهناك المنتخب الكرواتي أيضا حيث يؤدي بشكل جيد. منتخب فرنسا لديه عناصر ممتازة ولكن مشكلته تكمن في المدرب. كان الفريق بحاجة لمدرب أفضل من ديدييه ديشان”.
يشار إلى أن طارق ذياب كان قد تقلّد خطة وزير للرياضة بعد ثورة يناير 2011 في تونس وتحديدا في حكومتي “”الترويكا” اللتين قادتهما حركة النهضة الإسلامية في عهدي رئيسي الحكومة حمادي الجبالي وعلي العريّض وكانت له عدة مصادمات مع رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء.