اختر لغتك

 
الجزائر- النواب المستقلون يتهيأون لتأسيس حزب تبون

الجزائر- النواب المستقلون يتهيأون لتأسيس حزب تبون

كتلة المستقلين في البرلمان الجزائري تراهن على دخولها بقوة من أجل استكمال مسار ما تصفه بـ"بناء المؤسسات الجديدة".
 
الجزائر - أعلن رئيس كتلة النواب المستقلين في البرلمان عبدالوهاب آيت منقلات، عن تحضيرات جارية للإعلان عن تأسيس حزب يتبنى ويدعم برنامج الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، وذلك غداة الانتخابات المحلية المقررة نهاية شهر نوفمبر المقبل، والتي تراهن الكتلة على دخولها بقوة من أجل استكمال مسار ما تصفه بـ”بناء المؤسسات الجديدة”.
 
ودعت الكتلة في بيان لها تلاه ممثلون عنها، على هامش افتتاح الدورة البرلمانية مطلع شهر سبتمبر الجاري، الجزائريين إلى المشاركة القوية في الانتخابات القادمة، وخوض غمارها في لوائح مستقلة من أجل تشكيل وعاء قاعدي قوي لدعم الحزب المرتقب.
 
وكان الرئيس تبون، قد خاض الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر 2019، كمرشح مستقل، وأعلن حينها عن عدم تفكيره في إنشاء حزب سياسي يجمع أنصاره ومؤيدوه، غير أن عودة الحديث عن حزب الرئيس، يوحي بأن الرجل لا يثق كثيرا في القوى السياسية التقليدية، رغم أنها لم تتأخر عن دعمها له.
 
وتكون التقاليد السياسية لما يعرف بـ”أحزاب الموالاة”، قد استهلكت أوراقها في نظر السلطة الجديدة الباحثة عن ديناميكية سياسية بعيدة عن الوجوه والأحزاب التي ولدت من أجل دعم السلطة، فمنذ تسعينات القرن الماضي، دأبت القوى الكبرى على تأييد كل الرؤساء الذين تداولوا على قصر المرادية رغم اختلاف توجهاتهم وأفكارهم، فتحولت بذلك إلى لجان مساندة.
 
وتولي سلطة تبون، أهمية قصوى لما يعرف بـ”المجتمع المدني” والقوى الأهلية، كما دعمت المرشحين المستقلين في الانتخابات التشريعية بإمكانيات مادية ومالية، على أمل استقطاب الشارع الذي فقد ثقته في السلوك الانتخابي والسياسي بشكل عام.
 
وحلت كتلة المستقلين في المرتبة الثانية خلال الاستحقاق الأخير، بعدما حصلت على أربع وثمانين مقعدا، خلف حزب جبهة التحرير الوطني، وهي سابقة أولى في تاريخ الانتخابات الجزائرية، وحازت بذلك على رئاسة المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان)، ممثلة في النائب إبراهيم بوغالي، فيما عادت رئاسة الكتلة للنائب عن محافظة تيزي وزو عبدالوهاب آيت منقلات، رغم الشكوك التي تحوم حول شرعية الاستحقاق برمته، وفي منطقة القبائل تحديدا، بعدما سجلت نسبة مشاركة لم تتعد الواحد في المئة.
 
ويُظهر بيان الكتلة المذكورة، نوايا رؤوس القوة الثانية بالبرلمان في تأسيس تيار سياسي مستقل، يكون وعاء للحزب المنتظر الإعلان عنه خلال الأشهر القادمة، لاسيما وأن التواجد على مستوى البلديات هو الضامن الأساسي لانتشار وتوسع أي قوة سياسية فاعلة في المشهد.
 
ولم يتوان رئيسا الكتلة والبرلمان معا، في الإعراب مبكرا عن دعمهما لبرنامج الرئيس تبون، فور تنصيبها في أعقاب ترسيم نتائج الانتخابات المذكورة، وهو ما يؤكد نية السلطة في توظيف هؤلاء كقوة ضاغطة لتمرير أجندة تبون، أو معطلة لأي تحرك داخلي ضدها.
 
وتعرض حكومة رئيس الوزراء أيمن بن عبدالرحمن، برنامج عملها خلال الأيام المقبلة، لتكون بذلك أول نشاط رسمي للبرلمان الجديد، وإذ لا يتوقع أي موقف ضدها في ظل خلو الهيئة التشريعية الجديدة من المعارضة، إلا حركة مجتمع السلم التي اختارت أن تؤدي ذلك الدور في إطار إبراز توازن ديمقراطي داخل الغرفة، فإن النواب المستقلين سيكونون العين الساهرة على أجندة السلطة.
 
وأعاد الكشف عن نية هؤلاء في إنشاء حزب الرئيس، سيناريو ظهور حزب التجمع الوطني الديمقراطي في منتصف تسعينات القرن الماضي، حيث بادر بإيعاز من السلطة آنذاك متمردون من الحزب الأم (جبهة التحرير الوطني)، إلى إطلاق الحزب المذكور لدعم الرئيس اليامين زروال، وبفضل تجنيد إمكانيات الدولة له هيمن على التشريعيات والمحليات التي جرت في 1997، ولذلك سمي بـ”الحزب الذي ولد بشواربه”.
 
كما أنشئ الحزب المذكور لمهمة دعم الرئيس اليامين زروال، وتحريره من ضغط جبهة التحرير الوطني، فقد واصل دعمه للرئيس بوتفليقة طيلة أربع عهدات رئاسية، ويدعم الآن الرئيس تبون، مستفيدا في ذلك من تغلغله في الإدارة ومراكز القرار، مما مكنه من تشكيل حزام شعبي من المستفيدين والمنتفعين من ريع الإدارة والسلطة.
 
وأفضت الممارسة السياسية والديمقراطية المشوهة في الجزائر، إلى تسخير القوى السياسية والأهلية إلى خدمة الرؤساء، وبدلا من فرض برامجها وتصوراتها على هؤلاء في إطار التحالفات العادية، تجردت تلك الأحزاب من مضامينها السياسية والأيديولوجية وصارت بمثابة لواحق موصولة برئاسة الجمهورية.
 
وتكون بيانات التأييد الصادرة عن غالبية النواب المستقلين، حتى قبل ترسيم نتائج الاستحقاق الأخير، مؤشرا قويا على روابط متينة بينهم وبين السلطة، وأن وجود هؤلاء جاء لمهمة أكبر لا تنحصر فقط في عضوية البرلمان.
 
 
صابر بليدي
صحافي جزائري
 

آخر الأخبار

وجدي كشريدة يدعم النجم الساحلي في حملة إنقاذه من عقوبات الفيفا

وجدي كشريدة يدعم النجم الساحلي في حملة إنقاذه من عقوبات الفيفا

مباريات نصف نهائي كأس تونس لكرة السلة اليوم: صراع العمالقة

مباريات نصف نهائي كأس تونس: صراع العمالقة

حكم قضائي مشدد ضد الإعلامي محمد بوغلاب: نقابة الصحفيين تندد وتستأنف

حكم قضائي مشدد ضد الإعلامي محمد بوغلاب: نقابة الصحفيين تندد وتستأنف

إقالات كبرى في بلدية تونس: هل هي بداية إصلاحات جذرية؟

إقالات في بلدية تونس: هل هي بداية إصلاحات جذرية؟

هُوِيَةٌ

هُوِيَةٌ: هيثم البكاري

Please publish modules in offcanvas position.