رئيس الحكومة الليبية المكلف يتعهد لأهالي مصراتة بتجنب الصدام مع الدبيبة.
طرابلس - اختار رئيس الوزراء الليبي المكلف فتحي باشاغا مدينة بنغازي لبدء مشاورات تشكيل حكومته لعرضها على مجلس النواب لنيل الثقة، وذلك عقب اجتماع مع عدد من القيادات في مدينة مصراتة تعهد خلاله بتجنب الصدام مع عبدالحميد الدبيبة.
ووصل باشاغا مساء الاثنين إلى مدينة بنغازي حيث سيجري الثلاثاء عددا من اللقاءات مع الأطراف السياسية والنيابية ورؤساء الأحزاب وكذلك مع المكونات الاجتماعية والقبلية، إلى جانب القيادة العامة للجيش، من أجل ضبط تشكيلة حكومته، وبحث متطلبات المرحلة المقبلة، وفق ما نقلته وسائل إعلام ليبية عن بيان صادر عن مكتب باشاغا الإعلامي.
وتأتي زيارة باشاغا عقب لقاءات في طرابلس ومصراتة، وأشار المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المكلف أن اللقاءات ستستمر في عدد من المدن الليبية الأخرى لمواصلة مشاوراته مع كافة الأطراف السياسية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة.
وكان باشاغا اجتمع الاثنين مع عدد من القيادات في مدينة مصراتة، من بينهم عضو مجلس النواب سليمان الفقيه، والمرشح الرئاسي محمد المنتصر وآخرون.
ووصف الناشط أحمد الروياتي المقرب من باشاغا اللقاء بأنه "ودي، سادته المكاشفة والمصارحة مع أبرز قيادات مصراتة المؤيدة للحكومة الحالية أو المترددة والمتخوفة والمعارضة للخارطة السياسية التي أطلقها البرلمان ومجلس الدولة منذ أيام".
وأكد الروياتي، عبر حسابه على فيسبوك أن "باشاغا أجاب خلال الاجتماع عن تساؤلات البعض وبدد مخاوف الأكثرية، وطمأن الجميع، وأكد أنه جاء ليحتوي كل الوطن تحت سقف دولة اسمها ليبيا دون إقصاء أو تهميش أو انتقام أو مغالبة".
وأضاف الروياتي أن باشاغا تعهد "بأنه لن يكون هناك أي صدام مع السلطة الحالية، وما أن يحين الوقت سيتم تبادل السلطة بشكل أكثر من آمن وسلس، خاصة مع كل هذه الشرعية القوية والمتكاملة والمتوالية على كافة المستويات الرسمية وغير الرسمية، الداخلية منها والخارجية، التي اكتسبتها هذه الخريطة السياسية والتكليف الحكومي".
وبدوره أكد رئيس مجلس أعيان مصراتة، محمد الرجوبي في تصريحات إعلامية لقناة "WTV"، أن لقاءهم مع باشاغا الاثنين جمع قيادات المدينة من المجلس البلدي ونواب وقادة كتائب بهدف "الوصول لاتفاق ينهي الصراع والجدل السياسي القائم".
وأوضح الرجوبي أن "الخلاف الحاصل هذه الفترة طبيعي جدًّا وسليم ولن يصل للحرب أبدًا"، منوهًا إلى أنهم سيجتمعون خلال أيام مع الدبيبة أيضًا "لسماع رأيه وبحث آلية الاتفاق معه أيضًا".
وأعلن باشاغا، في كلمة مسجلة صباح الاثنين، أنه بدأ في إجراء مشاورات واسعة لتشكيل حكومته، مؤكدًا أنها ستكون جاهزة خلال المدة التي حددها البرلمان بأسبوعين من تاريخ تكليفه المهمة.
والتقى باشاغا الاثنين مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا ستيفاني وليامز لمناقشة المستجدات والتطورات السياسية واطلاعها على مشاوراته التي بدأها لتشكيل الحكومة الجديدة، على ما أعلن الطرفان عقب اللقاء.
وتشهد ليبيا منذ تكليف باشاغا بتشكيل الحكومة الخميس الماضي حالة من التخبط السياسي والتحشيد الأمني والتصريحات "الموافقة والرافضة".
ويبدو أن باشاغا وحكومته قد يواجهان صعوبات كبيرة لاستلام السلطة ومؤسسات الدولة الدبيبة، الذي شدد على أنه لن يتنحى عن منصبه وأن حكومته ستواصل مهامها إلى حين إجراء انتخابات في البلاد.
ويستعد الدبيية لطرح خطته ورؤيته للعملية الانتخابية وللمرحلة المقبلة الخميس المقبل، بمناسبة ذكرى الثورة الليبية.
ويعزز هذا الوضع يعزز من احتمال ظهور حكومتين متنافسين تعملان بالتوازي في البلاد، كما يثير مخاوف من اندلاع صراع مسلّح على السلطة.
ونقلت صحيفة "لاكروا" الفرنسية عن الباحث جليل حرشاوي قوله "إذا غيرت ميليشيات مصراتة المنتشرة في طرابلس مواقفها لصالح باشاغا، فقد انتهى الأمر بالنسبة إلى الدبيبة".
وأضاف حرشاوي "الجماعات المسلحة وعدة شبكات تدعم باشاغا لأنها تريد تحدي النظام الذي وضعته تركيا في طرابلس منذ يونيو 2020، وهو ما يزعج مصالحها، في حين أن الدبيبة ومحافظ المصرف المركزي تربطهما علاقات وثيقة مع أنقرة، ويبدو أن باشاغا يحظى بدعم سياسي ضمني من عدة دول من بينها فرنسا وروسيا حتى لو بقيت هذه العواصم رسميًّا في الخفاء".