الجزائر - 27 ديسمبر 2023
رغم بريقه وتفانيه في القضايا الإنسانية والجيوسياسية، ولا سيما في جهوده لتحقيق الإدماج المهني للشباب المحرومين، وعلى الرغم من اعترافات شخصيات عالية المستوى بجهوده، التي ساهمت في تأسيس تحالفات مهمة، بما في ذلك مع السفارة القطرية في فرنسا، لم تشفع له هذه الجهود أمام السلطات القطرية. إذ أصدرت حكمًا غيابيًا بالإعدام، ما تسبب في صدمة واستياء في أوساط المجتمع الدولي.
لمن لا يعلم، الطيب بن عبد الرحمان هو المستشار الدولي الذي كشف عن إمكانياته كوسيط إنساني خلال أزمة الدبلوماسية الخليجية في عام 2017، بتكليف من شخصيات قطرية، بما في ذلك ناصر الخليفي، حيث عمل على رفع مستوى الوعي لدى الرأي العام الفرنسي والأوروبي. وقد استثمر بن عبد الرحمان كل جهوده في سبيل السلام. ولكن، فجأة وبعد ثلاث سنوات من الاعتقال والتعذيب في عام 2020، صدر حكم غيابي بالإعدام في حقه.
يظهر حكم الإعدام بشكل صارخ تناقضات قطر بين دعواتها للتوسط في النزاعات الدولية وبين حكم الإعدام الصادر ضد بن عبد الرحمان، مما يكشف عن نفاق نظام يدعو إلى السلام ويمارس أقسى أنواع القمع ضد حلفائه.
أمام هذا الظلم الصارخ، تجد فرنسا نفسها أمام مفترق طرق. هل ستظل صامتة ومتواطئة، أم ستقف للدفاع عن أحد أبنائها ضد انتهاكات دولة استبدادية؟ إن رد فرنسا على هذا السؤال لا يحدد مصير بن عبد الرحمان فقط، بل سيحدد أيضًا نزاهة فرنسا الأخلاقية على المسرح الدولي.
قصة بن عبد الرحمان تبقى صرخة إنذار للإنسانية، تدعو للتضامن الدولي لمحاربة القمع ودعم الرجل الذي وقف ضد الظلم.