شهد لبنان يوم الثلاثاء سلسلة من التفجيرات المتزامنة التي استهدفت أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر) يستخدمها عناصر من جماعة حزب الله، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف آخرين. في هذا المقال، نستعرض أبرز ما نعرفه حتى الآن حول هذه التفجيرات وتداعياتها.
مقالات ذات صلة:
إسرائيل تعلن عن مقتل القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت
وزير الدفاع الأمريكي يؤكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وسط تصاعد التوترات مع حزب الله
إيران تحذر حزب الله: اغتيال نصر الله وشيك على يد إسرائيل
متى وأين وقعت الانفجارات؟
اندلعت التفجيرات في حوالي الساعة 3:30 بالتوقيت المحلي في الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع، وهما من المعاقل الرئيسية لجماعة حزب الله. استمرت موجة الانفجارات لمدة ساعة تقريبًا، وأفاد شهود بأنهم سمعوا الانفجارات حتى الساعة 4:30.
حجم الأضرار ومدى ضخامة التفجيرات
وفقًا للفيديوهات التي راجعتها "رويترز"، كانت التفجيرات محدودة النطاق، حيث أصابت بشكل أساسي الأشخاص الذين كانوا يحملون الأجهزة. تسببت التفجيرات في بتر أصابع وإصابات في الوجه والخصر، لكن لم تؤدِ إلى أضرار كبيرة أو حرائق واسعة.
ما نوع أجهزة البيجر التي انفجرت؟
تشير التحقيقات الأولية إلى أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ربما يكون قد زرع متفجرات داخل 5000 جهاز بيجر تايواني الصنع طلبه حزب الله. من بين تلك الأجهزة، انفجر نحو 3000 منها. تقول المصادر أن الأجهزة المستوردة تحمل علامة "جولد أبوللو" التايوانية، لكن الشركة نفت أي مسؤولية.
سبب الانفجارات
جماعة حزب الله فتحت تحقيقًا حول الحادث وتوعدت بالرد على إسرائيل. بينما تشير بعض التكهنات إلى أن السبب قد يكون انفجار بطاريات الأجهزة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، يرى خبراء أن هذا غير مرجح بالنظر إلى قوة التفجيرات. يُعتقد أيضًا أن إسرائيل قد تكون اخترقت سلسلة التوريد وزرعت متفجرات صغيرة داخل الأجهزة.
مقالات ذات صلة:
تصعيد التوتر: حزب الله يستهدف مواقع عسكرية في إسرائيل وإسرائيل ترد بقوة
تصاعد التوترات في المنطقة بين "حزب الله" وإسرائيل: استهداف ثكنة برانيت ورد فعل عسكري فوري
"الموساد" يعلن إحباط عملية "خطط لها" حزب الله في البرازيل
ما تقوله السلطات
وصف وزير الإعلام اللبناني الهجوم بأنه "اعتداء على السيادة اللبنانية"، بينما امتنعت إسرائيل عن التعليق على الحادث. من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة أنها تجمع المعلومات بشأن الحادث، ونفت تورطها.
التداعيات المحتملة للصراع بين حزب الله وإسرائيل
يأتي هذا الهجوم في ظل توترات متصاعدة بين إسرائيل وحزب الله، التي تتبادل إطلاق النار منذ بدء الحرب في غزة. يرى الخبراء أن احتمالات التصعيد العسكري قائمة، لكنهم يشيرون إلى أن الطرفين قد لا يسعيان إلى حرب شاملة في الوقت الراهن. ومع ذلك، فإن هذه التفجيرات تمثل "أكبر فشل في مجال مكافحة التجسس" لحزب الله منذ عقود، مما قد يعطل عملياته لبعض الوقت.
هل تؤدي هذه الحادثة إلى حرب جديدة؟
في ظل تصاعد التوترات، قد تكون الانفجارات بداية لتصعيد جديد في الصراع الإسرائيلي-اللبناني، لكن الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة تسعى لتهدئة الأوضاع ومنع اندلاع حرب شاملة.
هذه الحادثة تفتح الباب على مصراعيه أمام أسئلة جديدة حول فعالية مكافحة التجسس لحزب الله ودور الموساد في اختراق أجهزة الجماعة، وسط احتمالات متزايدة بتصعيد جديد في المنطقة.
