في حادث مأساوي هزّ الأوساط العسكرية المصرية، أعلنت القوات المسلحة مساء الإثنين 19 ماي 2025 عن سقوط طائرة تدريب عسكرية تابعة للقوات الجوية، ما أسفر عن مصرع طاقمها بالكامل.
ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن المتحدث العسكري للقوات المسلحة، فإن الحادث وقع "أثناء تنفيذ نشاط تدريبي روتيني ضمن الجدول السنوي لتدريبات القوات الجوية"، مشيرًا إلى أن "عطلًا فنيًا مفاجئًا" كان السبب في سقوط الطائرة.
ورغم أن الحوادث من هذا النوع تُعد نادرة، إلا أن وقوعها يطرح تساؤلات جدّية حول جاهزية المعدات العسكرية وكفاءة منظومة الصيانة، خاصة مع اعتماد القوات المسلحة على أسطول متنوع من الطائرات بعضها يعود إلى عقود ماضية.
وقد باشرت الجهات المختصة تحقيقًا فوريًا في الحادث، من أجل تحديد الأسباب الفنية بدقة، ومعرفة ما إذا كان الأمر يتعلق بخلل تقني داخل الطائرة، أم بإهمال في عملية الفحص والصيانة الدورية.
فقدان لا يُعوّض
مصادر عسكرية لم تُفصح عن عدد أفراد الطاقم، لكن عادةً ما تضم طائرات التدريب طيارَين على الأقل. ولم يتم إلى حدود صباح الثلاثاء الإعلان رسميًا عن هويات الضحايا، في انتظار استكمال إجراءات الإعلام الرسمي لعائلاتهم.
وقد عبّر متابعون للشأن العسكري عبر منصات التواصل عن حزنهم الشديد لهذا الحادث الأليم، مطالبين بالكشف عن تفاصيل أوفى ومراجعة إجراءات السلامة في التدريبات العسكرية.
تكرار يستدعي المراجعة
اللافت أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه خلال السنوات الأخيرة. فقد شهدت مصر حوادث مشابهة، أبرزها في عام 2022 حين تحطمت طائرة "ميغ-29" خلال تدريب عسكري، ما دفع بالعديد من الخبراء إلى الدعوة لمراجعة شروط الصيانة ومدة استخدام الطائرات القديمة.
وفي ظل التحديات الأمنية والاقليمية التي تواجه مصر، يبقى الحفاظ على الجاهزية القتالية للقوات الجوية أمرًا حيويًا. غير أن مثل هذه الحوادث قد تُضعف الثقة في كفاءة الأجهزة الفنية المسؤولة عن متابعة حالة الطائرات.
في انتظار ما ستُسفر عنه التحقيقات، تظل الأسئلة معلقة: هل كان الحادث نتيجة خلل فني فعلي، أم أن وراءه سلسلة من الإهمالات غير المُعلنة؟ وهل ستتخذ المؤسسة العسكرية إجراءات إصلاحية لحماية أرواح طياريها في المستقبل؟
ما هو مؤكد الآن، أن مصر فقدت اليوم أرواحًا غالية، ضحايا لسماء لم ترحم.