في مثل هذا اليوم، الثامن من سبتمبر 2016 يحيى العالم بأسره يومًا تضامنيًا مع الشعوب والفئات التي تعاني من الأمّية بما يعزّز من جهودها في محاربتها وتحقيق أحد حقوق الإنسان الأساسيّة: «الحقّ في التعليم».
وتشير الإحصائيات (الألكسو، المرصد العربي للتّربية، 2015) إلى أن عدد الأميّين في وطننا العربي بلغ 54 مليون أمّي وأميّة تمثل النساء ما نسبته 60 % منهم، وهو الأمر الذي دعا الألكسو سابقا إلى التأكيد على بذل جهود استثنائية لمحاربتها من خلال الخطط والاستراتيجيات المتخصّصة في تعليم الكبار مما دعى الدّول إلى مزيد من التركيز على توفير الفرص التعليميّة المتكافئة لجميع المواطنين.
إضافة إلى الخطّة العربية لتطوير التعليم التي أقرّتها القمّة العربية (مارس 2008)، والتي لاقت اهتماما عربيّا رسميا كبيرا تمثّل في إعلان القمّة العربيّة في دورتها 27 (مارس 2015) «العقد العربي لمحو الأمّية 2015/2024» ودعوة الدّول العربية إلى تنفيذ مضامينه وتوفير التّمويل اللاّزم لإنجازه، وتعزيز الشراكات بين المؤسّسات الرسميّة ومؤسّسات المجتمع المدني ذات الصلة.
ويوازي هذا الائتلاف العربي لمحاربة الأميّة تحالف دولي دعت إليه منظمة اليونسكو (معهد اليونسكو للتعلّم مدى الحياة، 2016) بهدف تشجيع الدول ومساعدتها في تنفيذ سياسات تناسب سياقاتها الوطنية، وذلك لتحقيق التعهدات الستّ التي التزمت بها دوليا، ومنها تحقيق أهداف التعليم للجميع، وخاصة الهدف الرابع الذي يلبي حاجات التعلّم لجميع الأطفال والشباب والكبار. وذلك ضمن مقاربة شاملة تدرج محاربة الأميّة ضمن أُطُرٍ إنمائية أوسع نطاقاً.
إنّ الألكسو ومنذ إنشائها عام 1972 تعمل جادة على محاربة الأميّة إذ ترى في ذلك الأداة الأساسيّة لتحقيق التنمية الشاملة، وبهذه المناسبة تجدد دعوتها للدول العربيّة إلى العمل على تفعيل وإنجاز العقد العربي لمحو الأميّة، وفتح مساقات وبرامج جديدة لتعليم الكبار بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للتنمية المستدامة 2030.
وأمام الوضع الإنساني الصعب الذي تمرّ به بعض الدول العربيّة التي تشهد نزاعات وصراعات مسلّحة، وموجة نزوح ولجوء كبيرة من نتائجا حرمان نحو 13.5 مليون طفل عربي (في كلٍّ من سوريا والعراق واليمن وليبيا) من تلقي تعليم مدرسي، تدقّ المنظمة ناقوس الخطر، وتحذر من أن جيلا عربيا كاملا من الأطفال والشباب في هذه الدول سوف ينشأ بلا تعليم، ممّا يمثل رافدا جديدا للأميّة.
وتغتنم المنظّمة العربية للتّربية والثقافة والعلوم هذه المناسبة، لتعبّر عن مخاوفها الحقيقيّة المهدّدة لأمن وطننا العربي إنسانيا وثقافيّا وحضاريّا، وتوجّه نداء استغاثة إلى كافة الدول والمؤسّسات الدوليّة ومنظمات المجتمع المدني، وإلى الخيّرين في العالم إلى مساندة جهودها في مواجهة الاحتياجات التعليميّة لهؤلاء الأطفال.
