دورة القمر
بتعريف سريع لحركة القمر، فإنه جرم سماوي كروي مظلم يعكس أشعة الشمس الساقطة دوماً على نصف منه، وهو النصف الذي يواجه الشمس. ويتخذ القمر مداراً بيضوياً حول الأرض يكمل فيه دروته من لحظة وقوعه بين الشمس والأرض إلى حين عودته إلى النقطة نفسها كل 29.5 يوماً، ولذلك نرى الشهر القمري يكتمل تارة ثلاثين يوماً وينقص تارة أخرى 29 يوماً بسبب نصف اليوم هذا.
وبانتقال القمر حول الأرض وبقاء نصفه المواجه للشمس مضاءً، يتاح لأهل الأرض أن يروا جزءاً من هذا النصف المضاء، وربما لا يرونه في آخر أيام الشهر، ويدعى الجزء المضاء من القمر المرئي من قبل سكان الأرض "طور القمر"، وهو ذاته تفسير قول الله تعالى "والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم"؛ فالهلال والتربيع والأحدب والبدر هي الأطوار الأساسية للقمر التي لا يختلف على تفسيرها في عصرنا الحاضر سوى من أنكر دوران الأرض وكرويتها.
وهذه الأطوار هي التي جعلت أصحاب رسول الله يسألونه عن سبب تغيرها، فتنزل الآية الكريمة مفسرة للمغزى العام منها لا لسببها: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج). إذ لولا القمر لما عرفت البشرية الشهور، ولاجتهدت في تقسيم السنة إلى أجزاء ستختلف الحضارات في طول كل جزء منها، ولما ظهرت البروج 12، ولما عرف الناس أنواء الشمس وأسماء النجوم التي تنزل فيها.