تتعرض موارد الأرض لاضطرابات كبيرة بسبب تزايد عدد سكان هذا الكوكب الذي يصل حاليا إلى 7 مليارات نسمة ليستنزف مواردها بشكل حقيقي.
والسؤال هنا كيف سيكون الحال عند وصول عدد سكان الأرض إلى 9 مليارات في عام 2050 وهنا بحسب المحللين وحدها ثورة في استخدام الطاقة والموارد يمكن أن يوقف الكارثة.
وفي هذا الخصوص نشرت صحيفة لوماتان تقريرا عن الخطر الكبير الذي ستواجهه الأرض من حيث عدم كفاية الموارد مع التزايد السكاني.
وتنقل الصحيفة عن الخبير الاقتصادي البريطاني توماس مالتوس قوله إن القدرة الإنسانية على الإنجاب تتجاوز قدرة إنتاج الغذاء الكافي حتى مع التقدم الحاصل في الزراعة والصناعة.
وتتساءل الصحيفة عن الحل لاسيما وأن عدد سكان الأرض سيتجاوز في 31 من الشهر الحالي السبع مليارات نسمة أي بزيادة مليارين في أقل من 25 سنة مع أنه خلال ستة عقود انخفضت نسبة الخصوبة إلى النصف لتصبح اليوم 2.5 طفل لكل امرأة وذلك بحسب اختلاف البلد ما يشير إلى أن عدد سكان العالم يمكن أن يستقر على 9.10 أو حتى 15 مليار نسمة بحسب تطور الأوضاع في الدول النامية التي تشهد أكبر نموا ديموغرافياً.
وتتابع الصحيفة أنه مع هذا التزايد فإن الموارد ستعاني من خلل كبير لاسيما ماء الشرب والثروات المعدنية و البحرية والغابات.
ووفق شبكة غلوبال فوت برينت البيئية في حال استمر الأمر على هذا الحال سنحتاج في عام 2030 إلى كوكب إضافي لسد حاجة سكان الأرض واحتواء نفاياتهم.
ووفق الصحيفة فإن الغاز والفحم والنفط وهي مصدر الرخاء بالنسبة للسكان قد أضرت بالبيئة من خلال انبعاث الغازات السامة وتغيير النظام البيئي الذي يحافظ على حياتنا.
ويقول رئيس الشبكة ماتيس واكيرناغيل إن اشتعال أسعار الغذاء والآثار السلبية للتغير المناخي سيضعان الاقتصاديين أمام اختبار زيادة الإنفاق بحيث تتجاوز المعدلات.
وهذا ما يؤكده أيضا بريس لالوند منسق المؤتمر القادم للتنمية المستدامة في ريو الذي يقول إنه في عام 2030 سيزداد عدد سكان الأرض بنسبة مليار وسيكون الاختبار كيفية تأمين الغذاء والخدمات الأساسية لمليار شخص إضافي من دون إخراج المزيد من ثروات الأرض والحصول على المزيد من الطاقة والماء.
وبحسب الخبير الفرنسي فإن هذا المؤتمر سيخصص لطرق إنشاء مدن مستدامة وتشجيع الطاقات المتجددة وكيفية استخدام ماء الشرب بشكل أفضل وإدارة المحيطات والزراعة ذات العوائد من دون استخدام المبيدات الكيميائية.
أما بالنسبة لمحامي التنمية المستدامة فإن العمل على معدلات الخصوبة سيسمح بتثبيت عدد السكان حول سبع مليارات نسمة إلى جانب مساعدة الدول الفقيرة للخروج من الفقر وتقليل الضغط على الموارد الطبيعية و جعل السكان أقل عرضة لآثار التغير المناخي.
وبالنسبة لخبراء آخرون فإن الحل يكمن في مراقبة الإنجاب، والصومال تقدم مثالا نوعيا عن تكاليف التضخم السكاني في بلد لا تجد فيه المرأة منفذا لوسائل الحد من النسل بحسب مركز الأبحاث الأمريكي واغرو ويلسون.
يقول الخبراء الاقتصاديون إن الحل يبدأ من التعليم ومحاربة الفقر خصوصا بالنسبة للنساء وهو ما أثبت نجاحه في كولومبيا حيث تم تخفيض النسل بشكل كبير بسبب تحسن مستوى الحياة وإدخال ما يسمى التخطيط العائلي.
وتختم الصحيفة: رغم أن وسائل التقليل من التزايد السكاني حاضرة بقوة في الدراسات العلمية إلا أنها ما تزال غائبة في القمم السياسية.
صحيفة لوماتان
