في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتحقيق العدالة للأسرة التونسية، تعمل وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن على إدخال تعديلات جوهرية على نظام النفقة وجراية الطلاق. وقد تم طرح هذه الإصلاحات خلال مجلس وزاري مضيق، حيث تم اقتراح آليات جديدة تضمن توسعة دائرة المستفيدات وتحسين آليات الدعم المالي والاجتماعي للمرأة المطلقة وأبنائها.
مقالات ذات صلة:
مقترح برلماني جديد لإنصاف النساء المطالبات بالنفقة
مصير المطلقة وأبنائها: بين النفقة الزهيدة والتدخل في الحياة الخاصة
جريمة قتل بشعة في بنزرت: قتل زوجته خنقا بسبب النفقة
تفاصيل التعديلات المقترحة:
أكدت وجدان بن عياد، المكلفة بتسيير الإدارة العامة للأسرة والمرأة، أن التوجه الجديد يهدف إلى تعزيز دور صندوق ضمان النفقة وجراية الطلاق ليشمل عددًا أكبر من المستفيدات، إلى جانب تقديم دعم اقتصادي يمكنهن من تحقيق استقلالية مالية. ومن بين الإجراءات المقترحة:
- توسعة دائرة المستفيدات لتشمل فئات جديدة من المطلقات اللاتي يحتجن إلى دعم مالي فوري.
- تقديم مرافقة اقتصادية للمطلقات سواء عبر تسهيل دخولهن لسوق العمل أو دعم مشاريعهن الخاصة.
- تنويع مصادر تمويل الصندوق لضمان استمراريته وتخفيف الضغط المالي عليه.
الإحصائيات تكشف أبعاد الظاهرة:
أشارت الإحصائيات الرسمية لسنة 2021 إلى تسجيل 12,598 حالة طلاق، وهو رقم يعكس مدى انتشار هذه الظاهرة في المجتمع التونسي. وتعود أسباب الطلاق إلى عوامل متعددة، منها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يجعل الحاجة إلى تطوير أنظمة الدعم أكثر إلحاحًا.
التوفيق الأسري كحل وقائي:
إلى جانب الإصلاحات المالية، تعمل الوزارة على إرساء نظام خاص بالتوفيق الأسري، يهدف إلى تقليل حالات الطلاق عبر تعزيز الحوار بين الأزواج وتقديم حلول ودية قبل اللجوء إلى المحاكم.
يُعد هذا التوجه الجديد خطوة مهمة نحو تمكين المرأة المطلقة وضمان حقوقها المالية والاجتماعية، مع التركيز على تقليل حالات الطلاق عبر استراتيجيات التوفيق الأسري. ويبقى نجاح هذه الإصلاحات مرتبطًا بمدى فاعلية تنفيذها وقدرتها على معالجة التحديات القائمة.