لله في خلقه شؤون، وله وحده الخيرة، يختار من الأزمنة والأمكنة ما يشاء، وقد اختص شهر رمضان بفريضة الصيام، وميز العشر الأواخر بأعظم الليالي، وجعل منها ليلة القدر، التي أنزل فيها القرآن الكريم هدى ونورًا للناس.
مقالات ذات صلة:
ليلة القدر المباركة: حفل ختان يجسد الرعاية الاجتماعية لقوات الأمن الداخلي
إشراقة الإيمان: رحلة استكشاف ليلة القدر وأثرها الروحي
لماذا سُميت بليلة القدر؟
سميت ليلة القدر بهذا الاسم لعظمتها وشرفها، وقيل إن القدر يعني التقدير، حيث يكتب الله فيها مقادير السنة، وقد ورد ذكرها في القرآن في مواضع عدة، منها قوله تعالى:
"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ"، كما أشار إليها سبحانه في سورة الدخان بقوله: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ".
شرط الإيمان والاحتساب في قيامها
قال النبي ﷺ: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"،
واشترط لتحقيق هذا الوعد ثلاثة أمور:
- التوفيق لقيامها: حتى ولو كان بقدر يسير من الصلاة بعد العشاء.
- الإيمان: فلا يُقبل العمل من غير مؤمن.
- الإخلاص والاحتساب: أن يكون العمل خالصًا لوجه الله، بلا رياء أو سمعة.
علامات ليلة القدر
أخفى الله موعدها لحكمة، لتشجيع المسلمين على الاجتهاد في العبادة، لكن النبي ﷺ أشار إلى بعض العلامات التي قد تدل عليها، ومنها:
- أنها ليلة سلام وسكينة، يشعر فيها المؤمن بالطمأنينة.
- أنها مضيئة بلجة، لما جاء في الحديث: "إنَّ أَمارةَ ليلةِ القدرِ أنَّها صافيةٌ بلِجةٌ كأنَّ فيها قمرًا ساطعًا".
- أن الشمس تطلع في صبيحتها بلا شعاع، كما ورد في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.
خير الدعاء في ليلة القدر
علم النبي ﷺ السيدة عائشة رضي الله عنها دعاءً خاصًا لهذه الليلة، فقال: "اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني".
وفي هذه الليلة المباركة، تُرفع الدعوات وتُستجاب الحاجات، فاحرص على الإكثار من الذكر والاستغفار، ونسأل الله أن يرزقنا قيامها وأن يجعلنا من المقبولين.