من وراء ما يجري في بلادنا ؟؟؟ من تقسيم وتشرذم .. من قتل وتكفير. من تهجير واستنزاف لجيوشنا تمهيداً لإسقاطها .. من وراء تفتيت بلادنا وكيف وصلنا إلى هذا الحد من الحقد والتكفير لبعضنا البعض وأصبحنا فرق وتابعين بعد أن كنا امة متامسكة قولها واحد متفقين في قسمنا و هو حق العودة إلى فلسطين.
ولما يريدنا الغرب أمة مشتتة عبر الهائنا في حروب داخلية ندمر ما تبقى من إنسان فينا ولما تهتم الدول المنتجة للسلاح بيعنا هذا المنتج الذي تم صناعته فقط لهلاك البشر مؤكد كي نقتل بعضنا البعض وكله تحت شعار الدين والإنسانية والحرية . ومن جهة أولى الإستفادة من تجارة الموت وتحقيق المكسب في القضاء على إنفاق هذه الكميات الكبيرة من الأسلحة وقتل الإنسان.
لنقف هنا وقفة رجل واحد أمام الله والتاريخ لما يعطينا تجار الدم السلاح؟؟؟!!!
لأن من يصنع السلاح عليه أن يروج لها ويبيعها كي يحقق المكسب بغض النظر عن الجهة المستوردة سواء كانت للدفاع أم للقتل والإرهاب وممن مشتري ومن نحارب .. ولما لم يقف أصحاب العقول الكبيرة وتكوين منتديات دورات توعية من هذا الفكر الإرهابي ومن أين أتى منبعه وما الطرق التي أدت إلى زرع مثل هذه الأفكار في عقول شبابنا وجعلتهم يقدمون على الإنتحار في المساجد والكنائس.
أين شيوخنا .. علمائنا. . مفكرينا لعمل ندوات وتعبئة عامة في سبيل نهضة استثنائية لحماية الإنسان في عقول شبابنا ومعرفة ماذا زرعوا في عقولهم ولما طبيب بتحول من منقذ لروح إنسان إلى قابض على تلك الروح ولما أطفالنا تستغل في هذه الأفكار الإرهابية التي سوف تنهي عصر الإنسان وأين التوعية في المنزل من قبل الأهل كفاكم دفن رؤوسكم في الرمال وعودوا إلى منطق العقل وعلموا أبنائكم محبة الأديان وأن الإنسان فقط هو الذي يهمنا أما الدين لله هو يعاقب ويسامح وأعتقد إن الله غفور رحيم في كل شيء ..
وأسأل أدباءنا ومفكرينا أين هم من كل ذلك فحين يتحول الإنسان إلى وحش يسقط كل شيء ويوما سننتهي تحت قدمي هذا الوحش الذي صنعناه جميعاً.
وبدل الشعر والحب والفن الذي نكتبه لن نجد قلم نرسم به أحلامنا نكتب به أمنياتنا ونحفر عبره أقوالنا وأفعالنا . إلى متى تنامون يا أصحاب المعالي وشبابنا تسرق عقولهم ألم تتعلموا أن الربيع العربي ما هو سوى مؤامرة التاريخ لقتل الإنسان والهاءنا بحروب لن تؤدي بنا إلا إلى الهلاك وكل ذلك لتحويل مسار دفاعنا واتفاقنا وتحويل البوصلة عن فلسطين كي ننساها ونلتهي في ثوراتنا الداخلية والفتن فيرتاح الغرب من كم مليون عربي يشكلون عبىء عليهم ودون أن يطلقوا رصاصة واحدة.
بل هناك من يطلق ويقتل عنهم فننتهي في مستنقع الموت باسم التكفير والحرية . وذلك عبر استنزاف جيوشنا واسقاطها فيحكمنا التخلف والجهل ونصبح أمة غير قادرة على حماية نفسها فيأتي التقسيم دويلات في دولة واحدة ويسود قانون الغاب ويبسطون سلطتهم علينا فيقتسمونا خيراتنا التي تعد منجم ذهب بالنسبة لأوروبا وأمريكا المشرفتان على الإفلاس وطبعا كل ما بجري في بلادنا من وراء حكامنا !!!
ألم يتعضوا بعد ألن يتعلموا من أخطائهم وأنا لن أبرئهم فحبهم للسلطة قد أعمى بصيرتهم عن الحق وعدم مشاهدتهم لما يجري من غلاء وفقر وحاجة الشعوب إلى العيش بكرامة وبينما هناك من يستأثر بكل شيء في السلطة هناك أموات وجياع إلى متى سندفن رؤوسنا في الرمال ونعي أن اليد التي استغلت أبنائنا في تنفيذ هذه المؤامرة والثورات استغلت فقر وجوع الناس وكذلك استغلت المتعلمين والمثقفين وضربت على وتر الفتنة فأخرجت لنا وحش سيقضي على ما تبقى من إنسان.
لذا على كل العقول الواعية أن لا ننظر إلى الثارات الشخصية التي دخلت قلوبنا وأن نعود إلى كلمة الحق والرجوع إلى منطق الحوار والرأي والكلمة ولو على حساب أمة بأكملها نعم فكل بلادنا أصبحت مهددة بإنقراض الإنسان فيها إن لم يستيقظ ما تبقى فيكم من فكر ووعي.
كل ما يجري أيها المثقفون أنهم أصابونا في الصميم وعرفوا كيف يذبحون الروح فينا وكيف يخرسون القلم الذي تعود أن يكتب الحق والحب والفرح والنور فاخترعوا لنا ربيع من بلادهم يبلل أوطاننا بالخريف وذلك عبى الهائنا بالثورات والفتن . نقتل بعضنا البعض . وندمر حضارات وقيم بنيت بالدموع. وأهم مخططهم هو فلسطين قبلة المؤمنين كي ننساها.وننسى الأقصى ومهد المسيح.
نعم إن كل ما يجري في بلادنا هو مؤامرة من كل الدول دون إستثناء كي أن نتخلى وننسى حق العودة والدفاع عن المسجد الأقصى . ولن تتوقف المؤمرات على بلادنا طالما هناك حلم للعدو ببناء دولته من النيل وإلى الفرات.
وها نحن اليوم أصبحنا أمة مشتتة نكره بعضنا البعض دول تتقاذف بعضها التهم ولكن إحذروا الطوفان القادم لأنه إن جن سيأكل معه الأخضر واليابس ولن يرحم أحد فكلنا في نفس الخندق وهي مسألة وقت عند العدو تكتمل مؤامرة في اسقاط الجيوش لتأتي بعدها إسقاط التيجان والإمارات لأننا نصبح ضعاف ومن سيحمي ضهر الآخر إن سقط الجميع .. استيقذوا وكونوا أمة عربية واحدة ولملموا الجرح ودوسوا على أخطائكم وعداواتكم مهما كانت وإلا فالآتي أعظم والتاريخ لن يرحم.
حفظ الله العرب .
زيزي ضاهر : شاعرة لبنانية المقيمة في المانيا