صدرت حديثًا رواية بالإنجليزية تحت عنوان "تنظيم الدولة الإسلامية: قصة حب"، لكاتب اتخذ اسمًا مستعارًا هو "أبوسلام"، لتسرد "ما يصعب الخيال على تصوره"، وفق ما ذكرت "فرانس 24"، وهي أحداث غرامية تدور في ساحات المعارك بين رجلين يقاتلان في مجموعة إسلامية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وتشكل أهوال الحرب في سوريا خلفية أساسية لأحداث القصة وإن كان الأسلوب لا يخلو من نقد الأوضاع الراهنة.
وقال المؤلف لوسائل إعلام فرنسية إن صدمة اعتداءات باريس في نوفمبر من العام الماضي شكّلت الحافز الرئيسي الذي دفعه إلى تصور قصة حب ممنوعة بين جهاديين اثنين في تنظيم الدولة الإسلامية، وزاد اعتداء أورلاندو الدامي الذي استهدف في يونيو الماضي ملهى للمثليين في ولاية فلوريدا الأمريكية، من إصراره على إتمام مشروعه "تأكدت من أن الوقت قد حان لنشره"، حيث تسرد الرواية قصة الجهاديين "مجنون" و"على"، اللذين يحاربان في سوريا، فحين يصاب أحدهما بجروح أثناء معركة، تنشب بينهما علاقة في الصحراء، ورغم كل التابوهات المحيطة بالحكاية، لم يتردد الكاتب في رسم مشاهد جنسية بين الرجلين، بل ويرى أنه يضع أسس نوع أدبي جديد وهو "الجهاد الإباحي".
وأضاف الكاتب في حديثه لوسائل الإعلام أنه لا يمكن التصدي ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية دون إدراك مدى عمق الحزن والإحباط الذي يصيب الملتحقين بصفوفه، فيرى في هذه القصة رسالة سلام، فبالكشف عن العاطفة التي تملأهما يظهر عبثية العنف الذي يحركهما من جهة أخرى؛ ويؤكد أبوسلام أن ربط صورة التنظيم الإرهابي بالحب، وزاد على ذلك بالحب المثلي، لا يهدف للسخرية من الجهاديين "بل للتذكير بأنهم بشر، وأن العديد منهم ينضمون للمجموعة المتطرفة لأن تحقيق أهدافهم والعيش سعداء يبدو مستحيلاً في بلدانهم"، وفق قوله.
وأعرب الكاتب عن أمله في تسليط الضوء على النزاع السوري الذي يتابعه عن كثب، فيكون مصدر إلهام ليكتب عنه آخرون "لا أحد يقرأ بشأن هذه الحرب ولذلك لا يكتب عنها أحد"، مشيرًا إلى أن عنوان وموضوع الرواية يسعيان إلى جلب القراء بغية التعريف أكثر بما يحصل على الميدان "فمختلف مراحل القتال مستلهمة من الواقع".