أفادت دراسةٌ حديثة أنَّ النساء اللواتي يلدن الطفل الأول بعد بلوغهن سن الثلاثين قد يعشن أطول من النساء اللواتي ينجبن أول أطفالهن في سنٍ مبكرة أو في عقد العشرينات.
ومع ذلك، قد لا تكون السن عند حدوث الحمل الأول هي السبب المباشر لهذا العمر الطويل؛ إذ تميل النساء اللواتي يؤجلن مرحلة الأمومة لوقتٍ متأخر من حياتهن أيضاً لأن يكنَّ أكثر ثراءً، أو يكون لديهن جيناتٌ معينة ربما تفسر هي الأخرى طول العمر، بحسب موقع Medical Daily الأميركي.
وبينما يُشدّد الأطباء دائماً على أهمية أن تحاول المرأة أن تحمل في مرحلة العشرينات من عمرها للحصول على أفضل فرصةٍ للتمتُّع بحملٍ صحي كامل المدة، أشار الباحثون إلى أنَّ نتائج أبحاثهم تقدم أدلةً على أهمية انتظار المرأة لبدايات الثلاثينات من عمرها قبل الحمل.
وتناولت الدراسة العلاقة بين سن الإنجاب ومتوسط عمر المرأة. ولغرضٍ بحثي، تم تحديد فترة الإنجاب بمتوسط عمر المرأة عند إنجاب الطفل الأول ومتوسط عمر النساء عند الولادة ونسبة الأمهات المراهقات. ودرس الباحثون بياناتٍ لنساء من مختلف دول الاتحاد الأوروبي على مدار تسع سنوات.
وكشفت النتائج عن ارتباط الحمل في سنٍ متأخرة بطول عمر المرأة، خاصةً إن كان هو الحمل الأول لها.
ولا تُعد هذه الدراسة هي الأولى التي تربط الحمل في سنٍ متأخرة بطول العمر؛ إذ توصلت دراسةٌ أُجريت عام 2014 لنفس النتائج، ووجدت أنَّ النساء اللواتي وضعن أطفالهن بعد سن الثالثة والثلاثين كانت لديهن فرصة أكبر للعيش لفترةٍ أطول من النساء اللواتي وضعن أطفالهن قبل سن الثلاثين.
الحمل المتأخر وبلوغ سنة المئة
وعلى الرغم من صعوبة الإنجاب بعد سن الأربعين، فإنَّ أبحاثاً سابقة نشرتها مجلة Time الأميركية أظهرت أنَّ النساء اللواتي يفعلن ذلك من المرجح أن يبلغن سن المائة أربع مرات أكثر من النساء اللواتي أنجبن طفلهنَّ الأخير في سنٍ مبكر.
ومن المرجح أنَّ تكون قد أثرت العديد من العوامل البيئية والبيولوجية في هذه النتائج. على سبيل المثال، من الجانب البيولوجي، ووفقاً لكتاب "Facts for Life" الذي نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة، فعلى الرغم من قدرة المرأة على الحمل أحياناً قبل بلوغ سن الثمانية عشر عاماً، فإنَّ نسبة الخطر تزيد بالنسبة للمرأة وطفلها كلما كانت المرأة أصغر في العمر أثناء الحمل.
على الجانب الآخر، قد تكون هناك أيضاً عوامل بيئية واجتماعية مؤثرة تؤدي إلى طول عمر النساء اللواتي يلدن أول مرةٍ في سنٍ متقدمة. على سبيل المثال، نشرت صحيفة The Independent البريطانية في تقريرٍ لها إنَّ الأمهات الأكبر سناً يكنَّ في معظم الأحيان أكثر ثراءً وعلماً، مما يعني قدرتهن المالية على الحصول على غذاءٍ صحي ورعايةٍ صحية أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت أبحاثٌ سابقة أيضاً نشرت عنها مجلة التايم أنَّ النساء اللواتي أنجبن في عمر الثالثة والثلاثين أو بعده كانت لديهن فرصةٌ أكبر لامتلاك جيناتٍ مرتبطة بطول العمر من الأمهات الأصغر سناً، وربما يكون هناك ارتباطٌ بين جينات القدرة على الإنجاب في سنٍ متقدمة وجينات طول العمر.
وبينما قد يكون للإنجاب بعد سن الثلاثين بعض الفوائد، فإنَّه من المهم أيضاً بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن في الحمل عدم تأجيل الحمل لفترةٍ طويلة؛ إذ تقل فرص النساء في الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين. ووفقاً لموقع بيبي سنتر الأميركي، الذي يوفر معلوماتٍ عن الحمل والولادة، تصبح النساء أكثر عرضة لخطر المعاناة من العقم أو الإجهاض بعد بلوغ سن الخامسة والثلاثين.
وبحلول سن الأربعين، اثنتان فقط من كل 5 نساء يحاولن الحمل ينجحن بالفعل. ويرجع ذلك إلى عددٍ من العوامل، مثل قلة عدد البويضات الصالحة للتلقيح، واضطراب الدورة الشهرية، والاحتمالية الكبيرة لانسداد قناة فالوب المسؤولة عن نقل البويضات من المبيض إلى الرحم حيث يتم التخصيب، وأسباب أخرى.
جدير بالذكر أن في العام 2011، استطاعت الأسترالية أنتيا نيكولاس الحمل طبيعياً وإنجاب طفلها البكر بصحة جيدة رغم بلوغها الـ50 من العمر، بحسب صحيفة الخليج.