ممثل ومخرج معروف عند جمهوره العريض بصوته المميز الذي أصبح "نجم" الإعلانات التجارية.. بصمته واضحة وجلية وحضوره فاعل ومؤثر في الدراما الإذاعية بالخصوص.
يحمل على كاهله أكثر من ثلاثين سنة في الابداع المسرحي والإذاعي والتلفزي.. حضوره نادر في الصحافة والإعلام في تونس، شأنه في ذلك شأن الفنانين الكبار الذين نادرا ما يتحدّثون عن أنفسهم ويخفون وراء صمتهم وخجلهم شخصية متميزة.
ورغم نبرة صوته الآسرة، إلا أنه يمتلك حضورا مميزا على الشاشة وعلى الركح اكتسبها من خبرة سنوات تمتّد إلى أواخر السبعينات.. وكان واحدا من أبرز الممثلين بل النجم الأول للتلفزة التونسية في الثمانينات.. إنه الفنان التونسي محمد السياري.. مبدع من طينة نادرة يختبئ وراء تحفظه وخجله فنان كوميدي كبير وفنان قدير نجح تلفزيونيا وإذاعيا ومسرحيا وسينمائيا.
ولد محمد السياري في باجة في عام 1957، ونال شهادة في العمل الفندقي من معهد بئر الباي، إلا أنه اكتشف بعد تخرّجه أن طموحه ليس في هذا المجال. وقرر فجأة، ودون سابق انذار، دخول المجال المسرحي، لينطلق به المشوار منذ سنة 1976 مع تأسيس فرقة "المسرح الثلاثي"؛ وفي سنة 1977 التحق بالفرقة التمثيلية بالإذاعة الوطنية، كممثل ومخرج بقسم الدراما.
ويشهد الجميع أن السياري أحدث "ثورة" في المسرح الإذاعي.. كما كان من أهم عناصر المسرح الوطني، شهد على ولادته سنة 1983 وشارك في كلّ اعماله الأولى كممثل كوميدي وقدم فيه اول وان مان شو سنة 1984..
اما في التلفزة قدّم محمد السياري أدوارا بارزة في مسلسلات عديدة من بينها "غادة" و"ماطوس" و"المتحدي".
وفي السينما قدم محمد السياري مجموعة من الأفلام، أغلبها أفلام عالمية ما عدى فيلم وحيد تونسي، وقد ساعده في ذلك إتقانه لعدة لغات من بينها الإيطالية والانكليزية، فشارك في فيلم "العطش الأسود" لجان جاك أرنو و"ظل المصير" للمخرج الإيطالي بيير بيلوني، وقام بدور البطولة في فيلم "باب المغفرة" لفرنشيسكو اسبيراندو.
وعلى امتداد مسيرته المسرحية، التي بدأها في عمر مبكّر وقدّم خلالها مجموعة من الأعمال البارزة، حصل محمد السياري على عديد الجوائز، من بينها الميدالية الذهبية لمسرح الجنوب والميدالية الذهبية لمهرجان قرطاج على مسرحية "اعرف بلادك" عن نص لرياض المرزوقي.. وعن مسرحية "حاكم الحكام" نال الميدالية البرونزية..
وعربيا فاز محمد السياري على ثلاث ميداليات ذهبية: أحسن كوميدي، أحسن مخرج، وأحسن نص مسرحي، خلال مهرجان الأردن عن مسرحية "ابراهيم الثاني".. وفي القاهرة فاز محمد السياري بالجائزة الذهبية والبرونزية عن مسرحية "ورد من ذهب"، نص علي ديب، وايضا على الجائزة الأولى عن مسرحية "مراد الثالث" للحبيب بولعراس.
السياري غاب عن الركح كمخرج منذ مسرحية «مرا في حمام الرجال» التي قدّمها مع ليلى الشابي سنة 1996، وكان الامتياز في ظهور كممثل سنة 1992 في مسرحية «تحت السور».
وبعد غياب حوالي عشرين عاما عاد إلى خشبة المسرح من خلال المسرحية الكوميدية "الليل زاهي" إخراج فرحات الجديد سنة 2011.. ونحن بانتظار عودته على الشاشة التونسية، التي غاب عن أدوار بطولتها منذ آخر مشاركة له في مسلسل "المتحدي" للمنصف الكاتب.