الجمعة 16 ماي 2025 – كوبنهاغن
في خطوة قضائية تُعدّ الأولى من نوعها منذ دخول قانون تجريم الإساءة للمقدسات حيز التنفيذ، قضت محكمة دنماركية بتغريم رجلين، من بينهما زعيم حزب يميني متطرف، بمبلغ 10 آلاف كرونة (نحو 1500 دولار) لكل منهما، بعد إدانتهما بتدنيس القرآن الكريم.
غير أن الحكم، ورغم رمزيته، أثار موجة انتقادات واسعة وُصفت فيه العقوبة بأنها "غير كافية إطلاقًا مقارنة بحجم الجريمة وخطورتها الرمزية والدينية".
📌 تفاصيل الواقعة
الحادثة التي أشعلت الرأي العام، وقعت حين أقدم أحد المتهمين على تمزيق صفحات من نسخة إنقليزية من المصحف وإلقائها في بركة ماء، فيما بثت العملية مباشرة على صفحة "فيسبوك" التابعة لحزب "سترام كورس" المناهض للإسلام، والذي يتزعمه راسموس بالودان، المدان الثاني في القضية.
المحكمة اعتبرت أن الرجلين "تصرفا معًا وتعمّدا إهانة نص ديني علنًا"، في خرق واضح للقانون الجديد الذي دخل حيّز التنفيذ في ديسمبر 2023، ويُجرّم الإساءة العلنية للكتب الدينية.
⚖️ عقوبة تثير الاستغراب
ورغم الإدانة، اعتبر عديد المتابعين أن الغرامة المالية لا توازي فداحة الفعل المرتكب، الذي استهدف رمزا مقدسا لأكثر من ملياري مسلم في العالم.
وأكدت شخصيات دينية وحقوقية أن "العقوبة خفيفة جدًا ولا تتناسب مع ما يمكن أن تسببه مثل هذه الأفعال من توتر اجتماعي ودبلوماسي"، كما عبّر عدد من ممثلي الجاليات الإسلامية في أوروبا عن خيبة أملهم من ضعف الردع القضائي.
🌍 صدى دولي... ودعوات لمراجعة العقوبات
الحادثة أعادت إلى الواجهة مطالب الدول الإسلامية بضرورة سنّ تشريعات أكثر صرامة ضد الكراهية الدينية، وعدم الاكتفاء بالردود الرمزية، خصوصًا أن تدنيس المصحف تكرّر أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة في أوروبا.
وفي هذا السياق، صرّحت جهات في منظمة التعاون الإسلامي أن العقوبة "لا ترقى إلى تطمين المسلمين، بل قد تُفهم كنوع من التساهل مع التحريض الديني".
📢 استئناف محتمل... وقلق من التصعيد
من جهته، أعلن بالودان أنه سيستأنف الحكم، ما قد يُعقّد المشهد أكثر ويشعل جدلاً جديدًا حول حدود حرية التعبير في الدول الأوروبية.
وفي المقابل، تخشى السلطات من أن تؤدي ردود الفعل الشعبية الغاضبة إلى أزمات دبلوماسية متكررة، خاصة من بعض الدول الإسلامية التي تتابع الملف عن كثب.