اختتمت اليوم، الأحد 3 نوفمبر 2024، فعاليات الدورة الثامنة والعشرين للمهرجان الدولي للأغنية الريفية والشعر الشعبي بمعتمدية المزونة، ولاية سيدي بوزيد، تحت شعار "الشعر الشعبي والأغنية الريفية في خدمة القضية الفلسطينية"، حيث عاشت المدينة ثلاثة أيام حافلة بالفن والثقافة، معبّرةً عن التزامها العميق بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
مقالات ذات صلة:
إنجاز جديد للسينما التونسية: جائزتان في مهرجان الجونة السينمائي
"تحت الضغط" تضيء ختام مهرجان خليفة السطنبولي للمسرح بالمنستير
هذا العام، حملت الدورة اسم "دورة الشاعر والمقاوم البشير بالقطوف المسعدي" تكريماً لمسيرته النضالية وإبداعه الشعري. وتميزت فعاليات المهرجان بمعرض تراثي تونسي فلسطيني أقيم بساحة "جبل العين"، حيث أشرفت على تنظيمه الأستاذة الفلسطينية ميسر عطياني بالتعاون مع دار الثقافة بالمزونة، مع تقديم مسابقات في الرماية وعروض فنية وشعرية جمعت نخبة من الشعراء والفنانين من تونس وعدة دول عربية، منها الجزائر، ليبيا، فلسطين، اليمن، والعراق.
سهرة فنية لدعم المقاومة
شهد المهرجان سهرة فنية مميزة حملت عنوان "الأغنية المغاربية دعماً للمقاومة في فلسطين ولبنان"، وأحياها فنانون من مختلف البلدان العربية، من بينهم أحمد القرناوي من فلسطين، وعبد المجيد عناد وسعيد عثمانة من الجزائر، ومحمد بن زعيمة من ليبيا، إلى جانب الفنانين التونسيين عزالدين خلفة، ومحمد بن قايد، والمنجي المصوري، وناجح الكثيري، حيث تفاعل الجمهور بقوة مع الكلمات والألحان التي حملت في طياتها دعمًا لفلسطين وتضامنًا مع لبنان.
مطارحات شعرية وندوات فكرية
في قرية "فرفار"، موطن الشاعر الراحل البشير بالقطوف المسعدي، احتضن المهرجان فقرة المطارحات الشعرية التي حملت عنوان "صمت الضمير العالمي أمام مجازر غزة ولبنان"، بمشاركة 25 شاعراً من تونس ومن مختلف الدول العربية. وتمت هذه الفقرة في إطار مسابقة شعرية حية جمعت قصائد قوية تندد بظلم الاحتلال وتدعو للحرية، واختتمت بمجاراة قصائد الشاعر المقاوم توارى العسكر والفلاقة.
رسالة ثقافية نحو التضامن والنضال
عكست الدورة الـ28 للمهرجان تجسيدًا واضحًا لقيم التضامن والنضال، حيث ساهم الشعراء والفنانون في نقل صوت المقاومة ودعم القضايا العادلة. وقد توافد أهالي المزونة وزوارها لمتابعة هذه الفعاليات، مجسدين بذلك انخراطهم القوي في القضايا الوطنية والعربية، لاسيما القضية الفلسطينية التي تبقى في قلب كل تونسي وعربي.
المهرجان.. رمز للفن النضالي
بات مهرجان المزونة للأغنية الريفية والشعر الشعبي رمزًا فنيًا وثقافيًا للنضال، جامعاً بين إبداعات الفلكلور الشعبي التونسي ونضالات الشعب الفلسطيني، في رسالة واضحة أن الفنّ يبقى سلاحًا لمقاومة الظلم، ومنبرًا لإعلاء صوت الحرية.
