تعد اليوقا من اقدم الرياضات في العالم إذ بدأ ظهورها منذ 5000 عاما ثم تطورت في الهند لكنها وإلى اليوم لم تلق الحظوة الضرورية وخاصة في وطننا العربي...فهي تلاقي التهميش و غير خاضعة إلى التصنيف ربما لصعوبة إدراجها ضمن الرياضات الكلاسيكية او الثقافات التقليدية ولكنها وفي بحث بسيط تعرف بمجموعة الحركات والتمارين لاوضاع جسدية متتابعة بالمفهوم الرياضي وبالتاملات الإنسانية الكونية غير المحددة بعقيدة او ديانة يسهل استعمالها لتطوير الفنون وتحسين الخدمات الصحية ايضا .

التقينا الشابة مريم الحامي طالبة الانتربولوجيا و استاذة اليوقا التونسية الرائدة في هذا المجال باعتبارها متحصلة على ديبلوم في الاختصاص من النيبال (نيبال يوقا هاوم) والاتية الينا من عالم فني وبيئة ثقافية مسرحية فوالدها هو المخرج المسرحي صابر الحامي وامها هي الممثلة والمخرجة منيرة الزكراوي.

مريم أكدت لنا في بداية حوارنا إليها ان علاقتها بعوالم الثقافة والفنون فعلا كان لها الدور الكبير في ولعها باليوقا التي تعتبرها فنا من الفنون رغم المفهوم الرياضي في بعدها الأول وتواصل لتؤكد ان عزوف البعض عن ممارسة اليوقا كرياضة غريبة او باعتبارها عقيدة يحيد عن الحقيقة والواقع لان ممارسي اليوقا واساتذتها في العالم متعددو الديانات وأنها لا تتعارض مع الدين الإسلامي الحنيف بل على العكس من ذلك ..هي في صلب التأمل والعبادات والمعاملات والبحث عن التصالح مع الذات ومع الآخر ومع الخالق ...

وتؤكد مريم الحامي ان الإقبال على فن ورياضة اليوقا ضروري الان في ظل الأزمات النفسية العميقة في عالمنا المعاصر ..وان انسان اليوم في حاجة إلى ممارسة اليوقا كتمرين ميتافيزيقي مستمر ليعيش بشكل طبيعي إذ تقول (نحن لا نتنفس...اننا نسرق النفس) جملة صادمة جعلتنا نتساءل حول كيفية العيش في ظل هذا التازم والتشتت ؟؟؟ كيف نحيا ونتعامل مع المحيط والأحداث بما فيها من صدمات وكدمات ؟؟ كيف نتصالح مع الذات والآخر والله ؟؟؟ كيف نجد الفردوس المفقود ؟؟؟

مريم الحامي اجابتنا بتوازن الحكماء وتلقائية الجيل

* اليوقا اذا ما تم ايلاءها الاهتمام اللازم ستوفر علينا عناء التفكير في حلول أخرى قد تكون بعيدة المدى او مكلفة

* اليوقا فن ورياضة وصحة بل أنها نظام حياة !

باليوقا يستطيع الانسان ان يعي بذاته عبر التأمل ويستعمل الطاقة الدماغية (الخيال _ المنطق_ الدماغ ) فيحصل على نسبة التركيز اللازمة ورد الفعل المتوازن فنحن ازاء وعي وجودي عبر الفكر والحركة معا..وبامكاننا تطبيق اليوقا في المجالات الصحية (الام الظهر ..الام المعدة..الدورة الدموية ...والأمراض العصبية والنفسية ) كما تتوفر اليوقا على تطبيقات وتمارين لا توجد في الرياضات الأخرى ...وبإمكان أية رياضة الاستفادة منها ..

اما اليوقا كفن او تطبيق فني فترى مريم الحامي أنه تحضير نفساني وحسي لاي فنان بإمكانه استثمار اليوقا لتطوير ملكة الخيال في الفن التشكيلي مثلا او العمل على مناطق وسياقات أخرى ان كان مسرحيا...مضيفة أن تمارين اليوقا ضرورية جدا في الدروس والتطبيقات والتمارين بالنسبة إلى الموسيقيين كذلك ...

وفي نهاية اللقاء أكدت أنها خيرت العودة إلى تونس رغم العروض الجدية والمغرية من وراء البحار لإفادة أبناء وطنها اولا وخدمة بلادها رغم عديد الصعوبات مضيفة في الوقت ذاته أنها تقوم بتدريس فن ورياضة اليوقا لعدد من التلاميذ وأنها تعمل مع الأطفال في إطار جمعيات خيرية ...كما شددت على ضرورة الاهتمام باليوقا كرياضة وفن وصحة وحياة !!!