أليدا مارش أرملة تشي جيفارا تقول إنها "مدينة لزوجها الراحل والرئيس الكوبي فيدال كاسترو بكل شيء"
كشفت أرملة الأسطوري الكوبي الأرجنتيني ارنستو "تشي" جيفارا في مذكراتها بعنوان "الرفيق إرنستو تشي غيفارا" التي تسرد أكثر من نصف قرن على الحقيقة، الكفاح المسلح الذي خاضه زوجها الراحل برفقة فيدال كاسترو في المرحلة ما بين 1959 إلى 1965 من سلسلة جبال سييرا مايسترا إلى افريقيا.
وقالت أليدا مارش التي أصدرت المذكرات في العام 2008 حينها كانت تبلغ 71 عاما إنها "مدينة لزوجها الراحل والرئيس الكوبي فيدال كاسترو بكل شيء".
وتزوجت السيدة أليدا من ارنستو غيفارا عام 1959 بعد انتصار الثورة الكوبية التي شاركا فيها معا، وعاشت معه حتى 1965 عندما توجه تشي من كوبا إلى الكونغو، الذي كانت أبرز مقولاته "لا يهمني متى وأين سأموت، لكن يهمني أن يبقى الثوار منتصبين، يملؤون الارض ضجيجا، كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين".
توفي فيدال كاسترو أب الثورة الكوبية الذي تحدى القوة الأميركية العظمى لأكثر من نصف قرن قبل أن يسلم السلطة لشقيقه راوول، مساء الجمعة في هافانا عن تسعين عاما.
وغاب فيدال تماما عن الأضواء بين فيفري 2014 وأفريل 2015، ما غذى حينها شائعات حول حالته الصحية.
لكن منذ عام ونصف ورغم محدودية تنقلاته، عاد لنشر "افكاره" وإلى استقبال شخصيات وأعيان أجانب في منزله.
وعرف فيدال كاسترو بمواقفه الصاخبة وخطبه المطولة وأيضا بزيه العسكري الأخضر الزيتوني وسيجاره ولحيته الاسطورية.
وكان رمزا للكفاح ضد "الامبريالية الأميركية".
وفيدال كاسترو نجل أحد كبار ملاكي الأراضي من ذوي الأصول الاسبانية، وقد فاجأ حتى أنصاره بتقربه من موسكو بعيد توليه الحكم في جانفي 1959.
وتحدى فيدال كاسترو 11 رئيسا أميركيا ونجا من مؤامرات لا تحصى لاغتياله بلغت رقما قياسيا من 638 محاولة بحسب موسوعة غينيس، اضافة إلى محاولة فاشلة لانزال منفيين كوبيين مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) في خليج الخنازير جنوب كوبا في أفريل 1961.
واراد فيدال كاسترو رفيق سلاح القائد الثوري الارجنتيني ارنستو تشي غيفارا، ان يكون بطل تصدير الثورة الماركسية في أميركا اللاتينية، وكذلك في افريقيا وخصوصا في انغولا التي انخرطت فيها قوات كوبية لمدة 15 عاما.
واثارت تلك الثورة حينها نوعا من الاعجاب وافتخر النظام الكوبي بانه قضى على الامية واقام نظاما صحيا ناجعا وفي متناول جميع سكان كوبا البالغ عددهم 11,1 مليونا، وهو انجاز نادر في بلد فقير في اميركا اللاتينية.
لكن انهيار الاتحاد السوفياتي، أهم ممول لكوبا، في 1991 سدد ضربة قوية للاقتصاد الكوبي.
وواجه السكان نقصا كبيرا في التزويد.
وأعلن فيدال كاسترو عندها "فترة خاصة في زمن السلم" وتكهن الكثيرون بنهاية نظامه.
غير أن فيدال بطل الانبعاث السياسي، وجد مصدرا جديدا للدخل مع السياحة وخصوصا مع حليفين جديدين هما الصين وفنزويلا في عهد الرئيس هوغو تشافيز الذي قدمه فيدال كاسترو باعتباره "ابنه الروحي".
وأبقى فيدال كاسترو باستمرار حياته الخاصة بمنأى عن الأضواء.
وشاركته حياته مرافقته داليا سوتو ديل فالي منذ ستينات القرن الماضي وأنجبا خمسة أطفال.
ويتوقع أن تحضر جنازة رفيقها فيدال كاسترو الذي لديه ثلاثة أطفال آخرين على الأقل، بينهم بنت تعيش في ميامي، من ثلاث نساء أخريات.