في لفتة إنسانية تعكس أسمى معاني الوفاء والتكافل، قدّمت عائلة طبيب تونسي راحل هبة مالية بقيمة 300 ألف دينار إلى مستشفى صالح عزيز للأمراض السرطانية، تحقيقًا لرغبته الأخيرة في إحداث قسم للتخدير والإنعاش، يكون ملاذًا للمرضى الذين هم في أشد الحاجة إلى العناية المركزة.
مقالات ذات صلة:
توقيف طبيب نفسي متهم بارتكاب سلسلة من جرائم الاغتصاب والاعتداء الجنسي
تمديد إيقاف طبيبة سابقة بسجن المرناقية في قضية وفاة الجيلاني الدبوسي
بث مباشر من قاعة العمليات يثير الجدل في تونس: الطبيبة تواجه إجراءات قانونية!
حلم لم يكتمل... لكن الإرادة انتصرت
الطبيب الراحل، الذي تلقّى علاجه في نفس المستشفى إثر إصابته بالسرطان، لطالما راوده حلم تحسين الخدمات الصحية لمرضى السرطان، الذين يعانون في صمت بسبب نقص الإمكانيات الطبية وخاصة قلة الأسرّة المخصصة للحالات الحرجة. وعلى الرغم من أن المرض لم يمهله وقتًا كافيًا لتحقيق مشروعه، فإن أسرته تكفّلت بتحقيق وصيته، وجعلت من رحيله انطلاقة جديدة لحياة أفضل للمرضى الآخرين.
من الوفاء إلى التنفيذ: خطوات لتحقيق الحلم
الدكتورة أميرة الدريدي، رئيسة قسم بمستشفى صالح عزيز وإحدى تلميذات الطبيب الراحل، تحدثت بتأثر عن المبادرة، مؤكدة أن هذه الخطوة النبيلة حملتها مسؤولية كبيرة في تحويل الفكرة إلى واقع ملموس. وقالت:
"كان الراحل يردد دائمًا أن المرضى في الحالات الحرجة يحتاجون إلى بيئة طبية أكثر تجهيزًا، وكان يحلم بإنشاء قسم للإنعاش يخفف عنهم المعاناة. اليوم، بدأنا بالفعل في الإجراءات الأولية لتأسيس هذا القسم، رغم الصعوبات، ونحن ملتزمون بتحقيق هذا الهدف بفضل دعمه حتى بعد رحيله".
بين الألم والأمل: رسالة تتجاوز الطبيب الراحل
تبرع العائلة لم يكن مجرد دعم مالي، بل رسالة إنسانية تدعو إلى إعادة النظر في أوضاع المستشفيات التونسية، خاصة تلك التي تعنى بالأمراض المزمنة والخطيرة. فمرضى السرطان الذين يحتاجون إلى العناية المركزة غالبًا ما يواجهون نقصًا حادًا في الأسرّة والتجهيزات، مما يجعل فرص نجاتهم تتضاءل رغم توفر العلاج.
هذه المبادرة قد تفتح الباب أمام مزيد من التبرعات والمساهمات المجتمعية لتحسين قطاع الصحة في تونس، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها. فهل ستكون هذه الخطوة نقطة تحوّل نحو وعي أكبر بأهمية دعم المرافق الصحية، أم أنها ستظل مجرد مبادرة فردية في حاجة إلى احتضان أوسع؟