مدنين – الخميس 15 ماي 2025 | متابعة إخبارية
شهدت إحدى المدارس الابتدائية بمدينة مدنين حادثة صحية مفاجئة اليوم، حيث تم نقل 19 تلميذًا من نفس القسم إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة، على خلفية حالات تقيّؤ وتوعك صحي ظهرت لدى عدد منهم إثر تناولهم مشروب عصير غير معلب خلال احتفال داخل القسم بمناسبة نهاية السنة الدراسية.
وأكد توفيق بن محمود، المندوب الجهوي للتربية بمدنين، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أنّ الحالة العامة للتلاميذ لا تُصنّف كتسمّم غذائي، مضيفًا أنّهم وُضعوا تحت المراقبة الطبية لبضع ساعات فقط كإجراء احتياطي، وأن وضعيتهم الصحية مستقرّة حاليًا.
■ حادثة عابرة أم ناقوس خطر؟
تأتي هذه الحادثة في سياق عادات متكررة داخل المؤسسات التربوية التونسية، حيث يعمد التلاميذ، خاصة مع نهاية كل سنة دراسية، إلى تنظيم حفلات صغيرة داخل الأقسام، يتبادلون خلالها المشروبات والحلويات التي يُحضرونها من منازلهم، غالبًا دون رقابة صارمة من الإدارات أو معرفة مسبقة بمكوناتها أو ظروف حفظها.
ورغم أن مثل هذه المبادرات تُشجّع على روح المشاركة والفرح الجماعي، إلا أنها قد تنطوي على مخاطر صحية جدّية، خاصة إذا ما تمّ استهلاك مواد غير مضمونة المصدر أو غير محفوظة بطريقة سليمة.
■ وزارة التربية مدعوّة إلى التدخل
الحادثة أعادت إلى السطح نقاشًا حول غياب بروتوكول صحي واضح ينظّم مثل هذه المناسبات المدرسية، إذ لا تزال بعض المدارس تسمح بتنظيم حفلات دون إشراف مباشر على نوعية الأغذية والمشروبات المُتداولة.
ويُطالب أولياء الأمور في هذا السياق بتدخّل وزارة التربية لوضع ضوابط صارمة لهذه الأنشطة الترفيهية، عبر:
- منع إدخال مشروبات أو أطعمة مجهولة المصدر.
- إشعار الإدارة المسبق بأي نشاط احتفالي داخل القسم.
- إلزام المربين بالإشراف المباشر على ما يُستهلك داخل المدرسة.
■ الحذر واجب رغم "نية الفرح"
وإن كانت وضعية التلاميذ الصحية مطمئنة هذه المرة، فإن تكرار مثل هذه الحوادث – حتى وإن لم تُصنّف كحالات تسمم – يستوجب التعامل الجاد والوقائي معها، خاصة في ظل ما تشهده البلاد من حالات متفرقة لتسممات جماعية سواء في الفضاءات العامة أو التربوية.
وقد سجلت تونس خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد حالات التسمم الغذائي الجماعي، بعضها مرتبط بمؤسسات تعليمية، ما جعل منها مادة دائمة للنقاش بين الهياكل الصحية والتربوية.
حادثة مدرسة مدنين تُعدّ تنبيهاً لاستهانة بعض المؤسسات والمربين بمسؤوليتهم الوقائية. الفرح مشروع، لكن لا يجب أن يكون على حساب سلامة أبنائنا. الرقابة، والوعي، والبروتوكول هي أسس أي نشاط جماعي، حتى وإن كان في بساطة حفلة مدرسية.