البدائل السياسية
وثانياً، على الصعيد السياسي، لا تتوقف رحلة البحث عن «البدائل المناسبة» عند حد التفاعلات المالية والتجارية، إذ تتسع الدائرة لتشكل عملية إعادة نظر حقيقية في بنية التوازنات القديمة القائمة قبل بدء الصراع، وفي التوازنات الدولية ككل التي تشهد نُذر متغيرات فاصلة، تنعكس على مسار قضايا وملفات إقليمية ودولية مختلفة.
ويتحدث مراقبون في هذا السياق عن إرهاصات ميلاد نظام دولي جديد، واصطفافات دولية أكثر وضوحاً في سياق معسكرات مختلفة، تقود إلى تغيرات ديناميكية، وهو ما يؤكده الباحث في العلاقات الدولية، عطيف محمد لـ«البيان»، حيث يشير إلى أن من السيناريوهات التي يواجهها الصراع الراهن على الصعيد السياسي، ما يتعلق بالتحام الكتلة الشرقية في مواجهة الغرب خاصة بين روسيا والصين، وربما قد تنضم إليهما الدول المتضررة من العقوبات الأمريكية.
ويوضح في الوقت نفسه إلى «بعض المؤشرات بدخول هذه الدول في حرب باردة في المجال الاقتصادي والتنافس حول مناطق النفوذ الاقتصادي (..) قد يؤدي ذلك إلى ميلاد نظام مالي عالمي جديد يتكون من التحالف الصيني- الروسي على المستوى المالي في المعاملات النقدية ضمن تلك التفاعلات الجديدة».
ويتابع: «من منظور العلاقات الدولية خاصة نظرية الاعتماد المتبادل، فإن المصالح والعلاقات بين الدول متشابكة ومتلاحمة، فإن وقعت أزمة في رقعة جغرافية معينة ستتأثر بها المنظومة الدولية، لذا فالنزاع المسلح بين روسيا وأوكرانيا سيؤثر حتماً في منظومة الاقتصاد العالمي، لا سيما في مجال الطاقة والأمن الغذائي»، وبما ينعكس على منظومة العلاقات السياسية وتوازن القوى والمتغيرات التي قد تطرأ على العلاقات الدولية في ضوء تصاعد الصراع وتداعياته الاقتصادية المختلفة.