منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول: كيف يشكل حل الدولتين إجابة محتملة على الصراع بين فلسطين وإسرائيل؟
مع تصاعد العنف والتوترات في منطقة الشرق الأوسط بدءًا من طوفان الأقصى في أكتوبر 2022، تزايدت مخاوف العالم من استمرار النزاع بين فلسطين وإسرائيل. اندلعت غارات جوية وتوغلات برية أسفرت عن خسائر بشرية جسيمة في قطاع غزة المحاصر، وأثارت هذه الأحداث دعوات زعماء العالم إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية لحل النزاع. وفي هذا السياق، بدأت فكرة "حل الدولتين" تكتسب شعبية كبيرة كوسيلة محتملة لإنهاء الصراع.
بناءً على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، يبدو أن "حل الدولتين" يحظى بدعم دولي متزايد. وقد أشار الرئيس بايدن إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية جنبًا إلى جنب مع إسرائيل. فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني سوناك الهدف الطويل المدى لحل الدولتين.
تاريخيًا، يرجع أصل فكرة "حل الدولتين" إلى نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين قبل تأسيس دولة إسرائيل في 1948. ورغم تقدم هذا المسار في بعض الأوقات، إلا أنه واجه تحديات كبيرة، مثل الحروب وتوسع المستوطنات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية.
تتضمن فكرة حل الدولتين إقامة دولة فلسطينية مع القدس الشرقية كعاصمة وتضم قطاع غزة وجزءًا كبيرًا من الضفة الغربية. تتضمن هذه الفكرة أيضًا تبادلًا للأراضي لتعويض الفلسطينيين عن الأراضي التي فقدوها في المستوطنات الإسرائيلية.
وفقًا لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، يسعى معظم الداعمين لفكرة الحل الدولتين إلى إعادة إسرائيل إلى حدود عام 1967. ومع ذلك، تظهر تحديات كبيرة تواجه هذا المسار، مثل توسع المستوطنات الإسرائيلية والرغبة في عودة الفلسطينيين إلى الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال "النكبة" وحرب عام 1948.
إضافة إلى ذلك، تشكل قضية القدس عقبة إضافية في طريق الحل الدولتين، حيث يرون الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمتهم، بينما اعتبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل في عام 2017، مما زاد من تعقيد الوضع.
النزاع الفلسطيني الإسرائيلي شهد العديد من القرارات الدولية التي تنادي بحل النزاع بواسطة حل الدولتين. تضمنت هذه القرارات محطات تاريخية مثل لجنة بيل 1937، لجنة "وودهيد" 1938، القرار رقم 181 للأمم المتحدة في 1947، القرار رقم 242 لمجلس الأمن الدولي في 1967، اتفاقية أوسلو 1993، واللجنة الرباعية في 2003.
مع تصاعد التوترات الحالية في المنطقة، تشكل فكرة حل الدولتين تحديًا كبيرًا، وتبقى تواصل المحادثات والجهود الدبلوماسية مهمة لإيجاد حلاً شاملاً ودائمًا لهذا الصراع المعقد.