في خطوة مثيرة للجدل، نشر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عبر منصته على "تروث سوشيال"، صورتين تظهران خريطة الولايات المتحدة وقد ضمت إليها كندا تحت العلم الأمريكي، مرفقًا المنشور بتعليق ساخر: "أوه كندا".
مقالات ذات صلة:
ترامب: مشكلة الشرق الأوسط أسهل في الحل من أزمة روسيا وأوكرانيا
مصير تيك توك في أمريكا: بين الحظر وقوة ترامب القادمة
ترامب يعلن "رحيل الأسد" ويتجنب التدخل في الصراع السوري
"القوة الاقتصادية" بدلاً من العسكرية
في تصريح أثار الكثير من التكهنات، تعهد ترامب باستخدام "القوة الاقتصادية" لتحقيق الاندماج بين الولايات المتحدة وكندا، مستبعدًا اللجوء إلى الخيارات العسكرية. وبرر الرئيس المنتخب رؤيته بقوله إن إزالة "الخط المصطنع" بين البلدين سيكون له تأثير إيجابي على الأمن القومي، إضافة إلى الفوائد الاقتصادية التي قد تنتج عن مثل هذا التوحد.
ردود أفعال غاضبة ومتفاجئة
تصريحات ترامب لم تمر مرور الكرام، إذ أثارت موجة واسعة من الجدل على الصعيدين السياسي والشعبي في كل من الولايات المتحدة وكندا.
في الولايات المتحدة، قوبلت الفكرة بتأييد محدود من بعض أنصار ترامب الذين يرون فيها خطوة لتعزيز الأمن والاقتصاد، في حين وصفها سياسيون آخرون بأنها "غير واقعية" و"انتهاك واضح للسيادة".
في كندا، كانت الردود أكثر حدة، حيث اعتبر العديد من الكنديين أن تصريحات ترامب تشكل تهديدًا مباشرًا لسيادة بلادهم. ووصف سياسيون كنديون الفكرة بأنها "استفزازية" و"غير مقبولة".
هل ضم كندا إلى الولايات المتحدة ممكن؟
بينما قد تبدو فكرة دمج البلدين ضربًا من الخيال السياسي، فإن تصريحات ترامب تعكس اهتمامًا بتوسيع نفوذ الولايات المتحدة شمالًا. ومع ذلك، تواجه هذه الفكرة عقبات كبيرة:
1. الاستقلال الكندي: كندا تُعتبر دولة ذات سيادة لها نظام سياسي خاص بها يستند إلى الديمقراطية البرلمانية.
2. الروابط الثقافية: الكنديون يعتزون بهويتهم الثقافية الفريدة التي تميزهم عن جارتهم الجنوبية.
3. الاتفاقيات الدولية: أي خطوة لدمج البلدين ستتطلب موافقة شعبية وحكومية من الجانبين، فضلًا عن مراجعات قانونية معقدة على المستوى الدولي.
التاريخ يعيد نفسه؟
ليست هذه المرة الأولى التي تطرح فيها أفكار عن دمج الولايات المتحدة وكندا. عبر التاريخ، كانت هناك محاولات لتعزيز العلاقات بين البلدين من خلال التجارة والسياسات المشتركة، لكن فكرة الدمج الكامل لطالما قوبلت برفض واسع.
رؤية ترامب في سياق استراتيجي
رغم ما قد يبدو عليه تصريح ترامب من كونه مجرد تصريح جدلي، إلا أنه يعكس استراتيجية أوسع تسعى لتعزيز الهيمنة الأمريكية إقليميًا وعالميًا.
* اقتصاديًا: كندا تمتلك موارد طبيعية هائلة قد تجعل من فكرة التوحد مغرية بالنسبة لاقتصاد الولايات المتحدة.
* أمنيًا: إزالة الحدود قد يُنظر إليه كخطوة لتعزيز الأمن القومي من خلال توحيد الجهود الأمنية في أمريكا الشمالية.
بين الجدل والحقائق، تظل تصريحات ترامب حول ضم كندا خطوة سياسية مثيرة للجدل أكثر من كونها خطة واقعية. ومع ذلك، تسلط الضوء على تطلعات الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها الإقليمي، حتى لو كان ذلك من خلال أفكار تبدو مستفزة وغير قابلة للتطبيق.
تبقى الأيام القادمة كفيلة بتوضيح ما إذا كانت تصريحات ترامب مجرد استفزاز إعلامي أو بداية لرؤية سياسية جديدة ستُحدث المزيد من الجدل في الساحة الدولية.