سول – الإثنين 14 أفريل 2025
في مشهد غير مألوف، تبدأ كوريا الجنوبية أول محاكمة جنائية لرئيس سابق في تاريخها الحديث بتهم تتعلق بـ"التمرد"، بعد عشرة أيام فقط من عزل يون سوك يول من منصبه بقرار من المحكمة الدستورية، بسبب إعلانه المفاجئ للأحكام العرفية في ديسمبر الماضي، وهي خطوة هزت أركان النظام الديمقراطي في البلاد.
مقالات ذات صلة:
تحطم طائرة في كوريا الجنوبية يخلف 179 قتيلاً وناجيين فقط
كوريا الجنوبية تفرض حظر سفر على الرئيس يون سوك يول بتهمة التمرّد
كوريا الجنوبية تواجه أزمة سياسية غير مسبوقة
محكمة مقاطعة سول المركزية ستفتتح جلسة الاستماع في الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي، في حدث تاريخي يُنتظر أن يكون محط أنظار الداخل والخارج، حيث يمثل يون خامس رئيس كوري جنوبي يمثل أمام القضاء، لكن الأول الذي تُوجه له تهم التمرد المسلح.
دخول تحت الأرض... وصمت إعلامي
اتخذت المحكمة إجراءات أمنية مشددة، خشية من مسيرات مؤيدة أو معارضة بالقرب من مبنى المحكمة. وقد تقرر أن يدخل الرئيس المعزول عبر موقف سيارات تحت الأرض، بعيدًا عن عدسات الإعلام، حيث يُمنع التصوير داخل القاعة قبل انطلاق المحاكمة.
وفي بداية الجلسة، سيتوجب على يون، وفق الأعراف القضائية، أن يُصرّح باسمه الكامل، تاريخ ميلاده، مهنته ومكان إقامته، قبل أن يتولى الادعاء تلاوة لائحة الاتهامات.
تهم ثقيلة قد تكلّفه حياته
الاتهام الرئيسي هو قيادة محاولة تمرد عسكري بعد إصداره أوامر بإرسال وحدات عسكرية "لسحب" نواب البرلمان من الجمعية الوطنية، في ثالث ديسمبر الماضي، بالتزامن مع إعلان الأحكام العرفية.
وتنص القوانين الكورية على أن إدانة أي شخص بهذه التهمة قد تؤدي إلى عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد.
شهود على المنصة... والمفاجآت واردة
ومن المنتظر أن يدلي كل من تشو سونغ هيون، قائد المجموعة الأمنية الأولى سابقًا، وكيم هيونغ كي، رئيس كتيبة القوات الخاصة الأولى، بشهادتيهما، وهما من القيادات التي تلقت أوامر مباشرة خلال الأزمة.
وتشير شهادات سابقة إلى أن يون أمر فعليًا بتحرك عسكري ضد نواب البرلمان، ما يُعد خرقًا خطيرًا للدستور الكوري الديمقراطي.
خلفيات الأزمة: نزاع دستوري أم نزعة استبدادية؟
كان الرئيس المعزول قد أعلن الأحكام العرفية في ديسمبر الماضي بدعوى "حماية الأمن القومي"، وهو ما أثار موجة غضب واسعة، دفعت بالمحكمة الدستورية إلى عزله بعد محاكمة سياسية تاريخية.
كوريا الجنوبية، البلد الذي سطع كنموذج ديمقراطي في آسيا، تجد نفسها اليوم أمام اختبار صعب. فهل تنجح في محاكمة رئيسها المعزول بعد محاولة عسكرة الحياة السياسية؟ أم أن هذه الجلسات ستفتح بابًا جديدًا من التوتر والانقسام؟
الأنظار تتجه إلى سول... حيث يتقرّر مصير رئيس ومستقبل ديمقراطية.
