اختر لغتك

إيطاليا تخشى انتقام داعش مع بدء واشنطن ضرباتها الجوية بليبيا

إيطاليا تخشى انتقام داعش مع بدء واشنطن ضرباتها الجوية بليبيا

تتزايد مخاوف إيطاليا من تنفيذ تنظيم داعش عمليات “إرهابية” على أراضيها انطلاقا من الأراضي الليبية، لكن مواجهة هذه المخاوف لم تتجاوز حتى الآن فتح قواعدها للولايات المتحدة لضرب التنظيم المتمركز في مدينة سرت.

وقالت صحيفة “ذي ديلي بيست” الأمريكية، إنه بينما تناضل أوروبا لإيجاد سلام نسبي خلال صيف متوتر بالإرهاب، ظلت إيطاليا بشكل يثير الاستغراب خارج هذا الصراع، موضحة أن الإيطاليين يخشون الآن من أن هذا الوضع على وشك أن يتغير.

وعلى مدى سنوات حتى الآن كانت إيطاليا أحد أكثر الأهداف، تهديداً بقوائم ما يسمى تنظيم الدولة، وبالعودة إلى العام 2014، ظهرت على غلاف مجلة ” دابق” التابعة للتنظيم ساحة القديس بطرس، بينما يرفرف علم الجهاديين ذو اللون الأسود فوق المسلة الموجودة هناك.

وخلال الشهر الماضي، ظهرت إيطاليا مرة أخرى في أحد مقاطع الفيديو الدعائية للتنظيم بصورة لساحة نافونا في روما، وغيرها من المواقع السياحية في إيطاليا مع تجديد تهديداته بالغزو.

تهديدات شكلية

ورأى كثير من المحللين في مجال الجماعات المتشددة، أن تلك التهديدات تعتبر شكلية بالأساس، لأن تنظيم داعش يحب تصوير نفسه على أنه جيش المسلمين المقدس ليعيد عقارب الساعة إلى الوراء ألف عام أو نحو ذلك بإعادة محاربة الصليبيين الكفار في روما أو بمعنى آخر كل العالم المسيحي.

وفي الواقع فإن المحللين يرجعون هذا التفسير إلى الأهداف الرئيسية لداعش هي الدول التي تشن حربًا جوية وبرية ضده، وأبرز هذه الدول فرنسا، فيما تختار إيطاليا أن تكف يديها عن الهجوم على داعش في معاقلها.

مخاوف تتجدد

ولكن نظرًا لبدء الولايات المتحدة حملة لمدة 30 يومًا ضد داعش في ليبيا، فإن الخوف، إن لم يكن الرعب، يتأجج في جميع أنحاء البلاد، وتزايدت هذه المخاوف عندما قالت الحكومة الإيطالية، إنها سوف تبحث بإيجابية أي طلبات للولايات المتحدة لاستخدام المجال الجوي الإيطالي والقواعد الأمريكية على الأراضي الإيطالية لشن ضربات ضد التنظيم.

حتى الآن، يتم تنفيذ الغارات الجوية من حاملات الطائرات في البحر الأبيض المتوسط، ولكن مع هذا الضوء الأخضر من الإيطاليين، فقد بات من شبه المؤكد، ومع استمرار الحملة، أن قاعدة سيغونيلا الجوية في صقلية سوف تصبح نقطة الإنطلاق الأكثر منطقية لشن هجمات مستمرة، باتجاه جنوب المتوسط.

إجراءات استباقية

ولجعل الأمور أكثر توترًا، طردت إيطاليا خلال الأشهر القليلة الماضية 106 من الأشخاص، بسبب نواياهم “الإرهابية”، واعتقلت عدداً كبيراً كان منهم التونسي محمد كامل خميري في كاسيرتا الأسبوع الماضي، لاتهامه بالانتماء إلى عصابة لتهريب أناس على قوائم مراقبة “الإرهاب” داخل البلاد ضمن الأعداد الضخمة للاجئين الشرعيين، الذين يحاولون الفرار من الحرب والمجاعة، وعندما ألقي القبض عليه، تم ضبط  دليل أو كتيب عن الذئاب المنفردة من “الإرهابيين”، كان يستخدمه كأداة لتجنيد المقاتلين.

وقال جوزيبي جوفرنال، وهو جنرال بقسم مكافحة “الارهاب” في إيطاليا عن الخميري “إنه شخص خطير للغاية لأنه ذكي ويعرف كيف يجعل الناس يستمعون إليه”.

وأضاف “لم ينفذ هذا الشخص أعمالًا فعلية، ولكن كشفت تحقيقاتنا ما يدل على احتمال قيامه بذلك في أي وقت”.

وألقي القبض على 8 آخرين باعتبارهم جزءًا من عصابة خميري، ولكن تخشى السلطات من احتمال وجود عشرات آخرين لم يتم رصدهم، فيما ذكرت تقارير، أنه تعهد بالولاء لتنظيم داعش على صفحة تجنيد سرية حديثة على موقع “فيس بوك”، ووفقاً لتقارير الشرطة الإيطالية، كتب خميري “سأكون أحد رجال تنظيم الدولة طوال حياتي، وإذا توفيت أوصيكم بالانضمام إليه”.

ويتخوف الإيطاليون من أن اعتقال أمثال خميري، إلى جانب التهديدات المباشرة من قبل داعش، وما يمكن اعتباره دافعًا للانتقام إذا تعرض التنظيم في ليبيا لهجمات من الأراضي الإيطالية، قد يجعلهم أكثر عرضة للخطر مما يشعرون به بالفعل.

وتحاول الحكومة اتخاذ تدابير استباقية، ولكن النتيجة ليست مضمونة تمامًا، و في روما تطوق حاليًا قوات الأمن المدججة بالسلاح مدرج الكولوسيوم وساحة القديس بطرس.

الأمن مستتب

وقال نيكولو دي أنجلو، قائد شرطة روما، إن المدينة تحت أعلى مستويات الأمن، لم يكن لها مثيل في تاريخها الحديث، وتوجد أيضاً قوات مسلحة تابعة للشرطة العسكرية في مراكز التسوق، وعلى طول طرق المشاة المزدحمة في معظم المدن الإيطالية الكبرى في محاولة لوقف أي هجمات بالسكاكين والمناجل مثل تلك التي أودت بحياة ضحايا في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا.

كما تتمركز القناصة على أسطح المباني خلال المهرجانات الصيفية المزدحمة، في محاولة لتجنب وقوع مجزرة كالتي حدثت في مدينة نيس بفرنسا خلال احتفالات يوم الباستيل.

وتبعد إيطاليا أقل من 300 ميل من الساحل الليبي، ولا أحد يعرف حقًا ما في ترسانة تنظيم داعش من أسلحة، ولكن هناك تخوف واضح تمامًا من أن امتلاكه لأي أسلحة متطورة سيدفعه لتوجيهها ضد الأراضي الإيطالية.

 

آخر الأخبار

نسبة استهلاك زيت الزيتون في تونس تصل إلى 25% والوزارة تسعى لتطوير السوق

نسبة استهلاك زيت الزيتون في تونس تصل إلى 25% والوزارة تسعى لتطوير السوق

وزارة الفلاحة: صابة الزيتون للموسم 2024-2025 تصل إلى 1.7 مليون طن

وزارة الفلاحة: صابة الزيتون للموسم 2024-2025 تصل إلى 1.7 مليون طن

في ليلة الزمن الجميل: صوت الشرق نور مهنا يتألق في موسم الرياض ويسحر الجمهور العربي

في ليلة الزمن الجميل: صوت الشرق نور مهنا يتألق في موسم الرياض ويسحر الجمهور العربي

أيام قرطاج السينمائية 2024: مشاركة تونسية قياسية بــ25 فيلمًا في الدورة 35

أيام قرطاج السينمائية 2024: مشاركة تونسية قياسية بــ25 فيلمًا في الدورة 35

وزارة الفلاحة: 20.7% نسبة امتلاء السدود في تونس وسط آمال بزيادة المخزون

وزارة الفلاحة: 20.7% نسبة امتلاء السدود في تونس وسط آمال بزيادة المخزون

Please publish modules in offcanvas position.