المملكة تنفي..
الهلباوي: التقارير متضاربة..
أبوالسعد: علاقات مشبوهة..
وبان: العلاقة بينهما منذ 1928
عاشت جماعة الإخوان الإرهابية حالة من الفرح والسرور عقب إعلان الحكومة البريطانية فتح ذراعيها للإخوان واستضافتهم على أراضيها، وأتاحت سلطات الهجرة في المملكة المتحدة لأعضاء الجماعة في مصر طلب اللجوء السياسي للمملكة.
حيث أصدرت وزارة الداخلية البريطانية بيانا بعنوان "معلومات الدولة ودليل مصر.. الإخوان"، والذي جاء فيه أنه من حق الأعضاء الفاعلين والبارزين والناشطين سياسيًا في جماعة الإخوان، وخاصة من كانوا يشاركون في التظاهرات الاحتجاجية؛ إظهار أنهم معرضون لخطر الاضطهاد، بما في ذلك الاحتجاز وسوء المعاملة وتعرضهم للمحاكمة دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة والعقوبات غير المتناسبة اللجوء السياسي للمملكة.
بهذا القرار احتفل عدد كبير من قيادات الجماعة، وعبروا عن فرحهم بكل الوسائل الممكنة عبر وسائل إعلامهم المختلفة، ولكن لم يستمر هذا الفرح سوى 72 ساعة فقط، حيث نفت وزارة الداخلية البريطانية مزاعم جماعة الإخوان بشأن اللجوء السياسي إلى بريطانيا.
وقال متحدث باسم الداخلية: "لسنا مجبرين على النظر في ادعاءات اللجوء التي تردنا من خارج المملكة المتحدة، ولا يوجد نص في قواعد الهجرة يسمح لشخص ما أن يحصل على تأشيرة بغية التقدم بطلب لجوء".
من جانبه أكد الدكتور كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان في أوروبا سابقًًا، أن التقارير البريطانية بشأن حصول حق اللجوء السياسي لعدد من القيادات جماعة الإخوان، متضاربة حيث كان منذ فترة أصدرت تقرير تؤكد فيه على أنها لن تستقبل أي قيادي من الإخوان ووصفتهم بأنهم قنابل إرهاب موقته.
وأضاف الهلباوي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن رغم التقرير السابق والذي أصدرته المملكة أمام وسائل الإعلام المختلفة إلا أنه منذ يومين أصدرت وزارة الداخلية البريطانية، تقرير تقوله فيه أنها تدعو كل من قيادات الجماعة الموجودين في مصر وتركيا المعرضين منهم للخطر بحق اللجوء إلى لندن.
وعن كيفية تنفيذ القرار من عدمه، قال المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان في أوروبا: إن بريطانيا لديها قوانين لن تستطيع الحيال عليها، فهي لا تمنع أحد من اللجوء السياسي قبل ذلك، حتى تمنع هؤلاء.
وفي نفس السياق ووصف طارق أبو السعد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، علاقة بريطانيا وجماعة الإخوان بالأم وابنها، لأنها علاقة قديمة منذ تأسيسها في الفترة الأولى من 1928 إلى 1938، وبعدها انقطعت لفترة، حتى عادت العلاقة مرة أخرى في 1942، من خلال تمويل وتوظيف عدد من القيادات لخدمة مصالح المحتل البريطاني للأرض المصرية وقتها، وهذا ليس اتهام، ولكنه موثق في مذكرات النحاس باشا.
وأضاف أبو السعد، أن اتصالات الجماعة مع بريطانيا في العصر الحديث عادت مرة أخرى بعد ثورة 30 يونيو، من خلال استقبال لندن عدد من قيادات الجماعة.
وعن تأثير الزيارات المتتالية لوفود الجماعة إلى مجلس العموم البريطاني، قال: إن قرار دعوة قيادات الجماعة بحقهم اللجوء ببريطانيا، جاء بعد ما حدث في تركيا من محاولة انقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان، وليس لزيارات الجماعة، مشيرًا إلى أن زيارة إبراهيم منير، نائب المرشد، منذ فترة، كانت لإعداد الرأي العام البريطاني لقبول القرار فقط.
وعن توقعه لرحيل عدد من القيادات من تركيا لبريطانيا، أكد أبو السعد، أنه في حالة إخفاق أردوغان ومجموعته في الفترة القادمة، سيتم ترحيل جزء من القيادات لتهدئة الوضع العام داخل البلاد هناك.
أحمد بان، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، قال: إن الإستراتيجية الإعلامية لجماعة الإخوان تريد دوما أن توهم الكافة أن لايزال لديها صلات دولية مهمة مع دول قوية كبريطانيا التي كانت ولاتزال داعم رئيسي وتاريخي للجماعة منذ نشأتها.
وأضاف بان: أن تلك الشائعات التي اطلقتها الجماعة مؤخرا، الهدف منها توظيفها في الصراع الداخلي الدائر بين أجنحة الجماعة التي يعول أحدها على علاقاته وصلاته الدولية القوية، وهما جبهتي محمود عزت وذراعه محمود حسين التي تمتلك علاقات دولية، وبين جبهة محمد كمال وأحمد عبدالرحمن التي تسيطر على زمام الأمور إعلاميًا في تركيا.
في الوقت ذاته، أكد الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن بريطانيا دولة كبيرة ومؤسساتها قوية، ومن الصعب جدًا أن تتلاعب بها جماعة كجماعة الإخوان المسلمين وتورطها بتلك ألاعيب هدفه السعي لاتخاذ موقف رسمي داعم لها.