رغم أن السلطات الألمانية عمليًا حالت دون وقوع عملية إرهابية محتملة كان معدًا لها أن تستهدف إحدى مطارات البلاد، وتحديدًا فى برلين، إلا أن مشاعر العار والفضيحة تحاصرها ومسؤوليها، على خلفية إقدام المشتبه به الرئيسى فى العملية على الانتحار داخل محبسه.
برلين تعيش أوقاتًا عصيبة بعد انتحار داعشى كان يجهز لمهاجمة المطارات
الاستخبارات والشرطة فشلا فى الإيقاع به.. والمعالجة النفسية الرسمية عجزت عن توقع انتحاره
برحيل البكر تضيع معلومات ثرية عن شبكات الذئاب المنفردة الكامنة فى ألمانيا وأوروبا
جابر البكر، لاجئ سورى كان وفق الشرطة الألمانية يجهز لهجوم دام، قبل أن تتمكن قوة منهم من اقتحام منزله، بناءً على معلومات استخباراتية على إثر تتبعه منذ سبتمبر الماضى، حيث تم العثور هناك على مواد متفجرة، كان يعدها لتصنيع قنبلته القاتلة.
مربط العار الذى تشعر به السلطات الألمانية، أنها ارتكبت سلسلة من الأخطاء الساذجة، انتهت بانتحار البكر، وانهيار أى احتمال لفتح خزائن أسراره التى قد ترتبط بخلايا الذئاب المنفردة التابعة لداعش فى ألمانيا بشكل خاص، وأوروبا بصفة عامة.
مقدمًا، كان الفشل الألمانى حاضرًا على المستوى الأمنى بفداحة، بدءًا من التأخر الاستخباراتى الكبير فى مراقبة الشاب السورى، رغم حصوله على حق الإقامة المؤقتة لمدة 3 سنوات فى ألمانيا، منذ العام 2015، سافر خلالها إلى تركيا، حيث مصنع تشكيل الخلايا النائمة الداعشية المصدرة إلى عموم أوروبا، مرتين، فيما أنه دخل إلى إدلب السورية، على هامش مرة من هما، ومع ذلك لم يتم مراقبته إلى قبل شهر واحد فقط، ثم كان أن ألقى القبض عليه قبل أيام قبل أن يفلت من قضة الأمن، ليكون توقيفه الأخير فى مدينة لايبتزيج على يد شابين من رفقائه اللاجئين السوريين، كان طالب منهما المأوى، لكنهما وثقاه وأبلغا الشرطة، التى حضرت وألقت القبض عليه مجددًا.
إذن الفضل فى إيقاعه الأخير، كان بعيدًا عن الشرطة والاستخبارات.
من المضحكات المبكيات، أن تقارير عدة تتحدث عن أن الاثنين اللذين أوقعاه كان من معاونيه، قبل أن يبعاه إنقاذًا لرقبتهما، وهو المعنى ذاته الذى حاول البكر الإيحاء به بعد لحظات من القبض عليه.
من سقطات الأمن الألمانى، أنه استعان بمعالجة نفسية تفحص البكر دون وجود مترجم فى بادئ الأمر، رغم أنهما يتحدثان لغتين مختلفتين، وحتى حين وصل المترجم، قالت المعالجة إنها ليست فى حاجة إليه، على أساس أن المتهم هادئ أمامها، بيد أنها لم تكتشف أنه كان فى صمت ما قبل الانتحار.
علاوة على التأخير غير المبرر فى نقل البكر من لايبتزيج فى شرق ألمانيا، إلى كارلسروه فى الغرب، حيث مقر النيابة الفيدرالية المختصة بالإرهاب، ما انتهى به إلى الانتحار، وخصوصا أن مناوبة المراقبة على الحياة التى كان يداومها الحراس فى زنزانة احتجازه المؤقتة، قد تم تخفيضها من مرة كل 15 دقيقة، إلى مرة كل 30 دقيقة، ما منحه الفرصة ليستخدم قميصه كمشنقة، وتلك كانت سقطة أخرى لا تغتفر لأمن برلين.
ألمانيا الرسمية والأمنية تعيش أسوأ لحظاتها انكسارًا، وتحديدًا بعد أن تورطت المستشارة أنجيلا ميركل فى تقديم الشكر للسوريين اللذين قاما بالوشاية بالبكر، فيما أنها التزمت الصمت حاليًا من الخجل على الأرجح.