اختر لغتك

حين تجتمع أضداد سياسية لمواجهة الغنوشي

حين تجتمع أضداد سياسية لمواجهة الغنوشي

حين تجتمع أضداد سياسية لمواجهة الغنوشي - حرب داخلية

حرب داخلية
 
على عكس الحروب السابقة التي خاضها الغنوشي ضد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي أو ضد الأحزاب اليسارية والعلمانية، يجد رئيس حركة النهضة نفسه هذه المرة غير مدعوم بالشكل الكافي من داخل حركته التي غزا التشقق مفاصلها في الأشهر الأخيرة بعد استقالة عدة قيادات وازنة.
 
وتدعمت الحرب الداخلية، بإعلان رئيس الحركة مؤخرا عن حل المكتب التنفيذي للحزب وهو قرار وإن بدا مضخما في عناوينه، فإنه لم يكن مفاجئا للعارفين بخبايا الحزب الإسلامي، فالقرار اتخذ على ضوء توصية سابقة من مجلس شورى الحركة الممتعظ من سيطرة الغنوشي على القرار الداخلي للحزب.
 
ويعد المكتب التنفيذي من أهم المؤسسات الداخلية للحركة التي تتم فيها صياغة التوجهات السياسية الكبرى ويعين أعضاؤها من قبل رئيس الحركة.
 
ولئن يرى كثيرون أن هذا القرار هو بمثابة طبخة سياسية على نار هادئة، فإنه أيضا جاء بعد تتالي الاستقالات داخل الحزب الإسلامي، حيث اتهم كل من غادر النهضة راشد الغنوشي بالانقلاب على لوائح الحزب عبر إحاطة نفسه فقط بالمقربين منه ومن عائلته خاصة في تركيبة المكتب التنفيذي.
 
خطوة قاتلة تنم عن دكتاتورية تشي بأن الرجل البالغ من العمر 78 عاما، لا يزال متمسكا برئاسة الحركة خلال المرحلة المقبلة، رغم أنه -حتى حسابيا- رجل في سنه لن يكون قادرا على تحمل مسؤولية إدارة الحركة ورئاسة البرلمان، علاوة على أن اللوائح الداخلية تفرض عليه تسليم القيادة.
 
وفي قلب الحرب التي تشن على الغنوشي وطنيا، فإنه من المرجح ألّا يجد هذه المرة من كانوا في الصفوف الأمامية للدفاع عنه وعن “هيبته” بين أنصاره، فجل القيادات الوازنة خرجت من دفاعها عن الغنوشي بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها بعد أن فضّل رئيس الحركة تعيين المقربين منه فقط في دوائر مجلس نواب الشعب أو حتى وظائف أخرى كالمستشارين المعينين مؤخرا في قصر الحكومة بالقصبة.
 
وبات رئيس الحركة أيضا في مشكلة مزدوجة أخرى، بعدما بدا واضحا أن رهانه على إبعاد وزير الصحة عبداللطيف المكي قد فشل، حيث تشير كل القراءات إلى أن تقديم المكي للحصول على الوزارة في حكومة الفخفاخ كان بهدف إقصائه وإبعاده عن المعركة مع الغنوشي بوصفه يعدّ أحد أكثر معارضيه نقدا، لكن بعد الحرب على كورونا بدا واضحا أن المكي سيكون مستقبلا رقما صعبا في معادلة النهضة الداخلية بعد كل ما حققه من شعبية في الأشهر الأخيرة.
 
وأصبح الغاضبون من الغنوشي أكثر من أي وقت مضى يجهزون أنفسهم على أكمل وجه لخوض معركتهم معه في المؤتمر القادم للحركة والذي كان من المقرر إجراؤه في مايو الجاري لكن تم تأجيله بسبب كورونا وبسبب رغبة الغنوشي الذي يدرك أنها آخر ولاية له كرئيس للحركة.
 
وبسبب معركة المؤتمر أعلن في مارس الماضي القيادي بالحركة عبدالحميد الجلاصي، استقالته، دون الكشف عن الأسباب، فيما ذكرت مصادر مطلعة أن الاستقالة جاءت على خلفية تنامي ملفات الفساد المالي المرتبطة بعائلة الغنوشي وخاصة ابنه معاذ، وصهره رفيق عبدالسلام.
 
 
 
وسام حمدي
صحافي تونسي
 

آخر الأخبار

مفتش بمديرية التجارة في الجزائر يفارق الحياة بعد اعتداء جسدي من جارته

مفتش بمديرية التجارة في الجزائر يفارق الحياة بعد اعتداء جسدي من جارته

براكاج في باردو: النيابة العمومية بتونس تأمر بالاحتفاظ بشاب بتهمة الاعتداء والسرقة

براكاج في باردو: النيابة العمومية بتونس تأمر بالاحتفاظ بشاب بتهمة الاعتداء والسرقة

الإصابة تبعد حمزة الخضراوي عن التمارين لمدة 10 أيام

الإصابة تبعد حمزة الخضراوي عن التمارين لمدة 10 أيام

النادي الإفريقي يواجه رفض الجامعة الكونغولية ويستعد لتأهيل اللاعب كينزومبي عبر الفيفا

النادي الإفريقي يواجه رفض الجامعة الكونغولية ويستعد لتأهيل اللاعب كينزومبي عبر الفيفا

اتحاد بن قردان يدافع عن موقفه في ملف إثارة النادي الإفريقي: واثقون من عدم خسارة النقاط

اتحاد بن قردان يدافع عن موقفه في ملف إثارة النادي الإفريقي: واثقون من عدم خسارة النقاط

Please publish modules in offcanvas position.