22 جمعية تونسية تحذّر من مساعي حركة النهضة الإسلامية لتضليل الكونغرس وإدارة بايدن وتأليب الرأي العام العالمي ضد تونس.
تونس - حذرت عدد من الجمعيات التونسية، مساء الثلاثاء، من مساعي حركة النهضة الإسلامية وحلفائها، لتضليل وتأليب الرأي العام العالمي، خاصة "الكونغرس" والإدارة الأميركية وتحريض دول أجنبية على التدخّل في الشؤون التونسية.
ووقعت 22 جمعية على بيان صادر عنها مساء الثلاثاء من أبرزها النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، الائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام، جمعية لا سلام بدون عدالة، جمعية التلاقي للحرية والمساواة، الجمعية التونسية للحراك الثقافي، الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية.
واعتبرت الجمعيات أن تلك المساعي "وصمة عار على جبين هؤلاء السياسيين الذين شارك عدد منهم في الحكم منذ نهاية 2011، مشاركة اتسمت بإعلاء مصالحهم الحزبية والشخصية، وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وانتشار الفساد، وتقسيم التونسيين، بشكل لم يسبق له مثيل منذ الاستقلال"، وفق ما جاء في البيان.
واستنكر البيان "تحريض" دول أجنبية على التدخل في الشؤون التونسية، مدينا"تمادي أحزاب وشخصيات سياسية في دعوة دول أجنبية إلى انتهاك السيادة التونسية، ومنددا بالحملات التي تقوم بها حركة النهضة الإسلامية وحلفاؤها ضد تونس.
وخصت الجمعيات بالاسم الرئيس المؤقت الأسبق منصف المرزوقي، الذي دعا إلى تدخل فرنسا في الشؤون التونسية بزعم ما اعتبره "انقلابا على الشرعية".
وكان المرزوقي قال في كلمة ألقاها خلال وقفة احتجاجية لعدد من معارضي الرئيس قيس سعيّد في باريس السبت، إن "فرنسا مطالبة بحكم علاقتها بالشعب التونسي بالتدخل ضد ما تم اتخاذه من إجراءات"، في إشارة إلى قرارات الرئيس في الخامس والعشرين من يوليو الماضي.
واستغربت الجمعيات إصرار النهضة وحلفائها على "النسج على منوال العديد من السياسيين في مختلف أنحاء العالم، خاصة في أفريقيا والمنطقة العربية، الذين استنجدوا في الماضي بدول أوروبية وأميركية للاستقواء على خصومهم".
وأشارت إلى أن "بلدان هؤلاء لم تجن سوى فقدان سيادتها واحتلال أراضيها، والمزيد من العنف والصراعات الدموية، والانحدار في جميع المجالات".
وجاء في البيان أن الجمعيات تميز بين حق كل تونسية وتونسي في استعمال آليات الشكاوى والتظلم التي تسمح بها الاتفاقيات الدولية والإقليمية الخاصة بحقوق الإنسان (التي صادقت عليها الدولة التونسية) وبين اللجوء إلى الاستقواء بالقوى الأجنبية ودعوتها للتدخل المباشر كما دأبت عليه تلك الأطراف.
وأدانت الجمعيات في بيانها الاعتداءات على عدد من الصحافيين، خاصة المنتمين إلى التلفزيون الرسمي، والتهديدات الجسيمة لسلامتهم، التي تم ارتكابها في التحرك الاحتجاجي المعارض لقيس سعيد مؤخرا، على مرأى ومسمع نواب مجمدين تابعين لحركة النهضة وحلفائها.
ومنذ الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس سعيد في 25 جويلية الماضي ما انفكت حركة النهضة الإسلامية تدعو القوى الدولية إلى التدخل لتقويض قرارات رئيس الجمهورية، بل ذهبت إلى أكثر من ذلك بمطالبة واشنطن بمنع وصول اللقاحات المضادة لكورونا إلى حين تراجع سعيّد عن قراراته.
وكان الرئيس سعيد انتقد الأحد توجيه أطراف وشخصيات سياسية "لفظها الشعب"، طلبا إلى دول أجنبية من أجل التدخل في تونس، إضافة إلى تآمرهم على الدولة في الخارج من أجل تصفية حسابات شخصية معه، وإفشال القمّة الفرنكفونية المرتقب تنظيمها الشهر القادم، في إشارة على ما يبدو إلى المنصف المرزوقي.
وسبق أن حذر أيضا نورالدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل في سبتمبر الماضي مما وصفه بـ"الاستقواء بالأجنبي" على خلفية دعوة نائبين كلفهما راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة بالمشاركة في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي بالنمسا، إلى التدخل العاجل لتقويض قرارات الرئيس سعيّد بتجميد البرلمان.
ويرى مراقبون أن تتالي دعوات حركة النهضة الإسلامية وحليفها قلب تونس إلى التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد إنما من أجل إعادتها إلى سدة الحكم أو فرض حلول لا تخدم مصلحة الشعب، وقد تفقدها علاقتها بالوطن والشعب وتصبح مجرد أدوات لقوى خارجية لا يهمها غير مصالحها في المنطقة وفي البلاد.
ويشير هؤلاء إلى أن الاستقواء بالأجنبي والسماح له بالتدخل في القرار الوطني من شأنه أن يؤدي إلى كوارث ومصائب تنتهي بالاقتتال وانهيار الدولة ومؤسساتها.