كتب الديبلوماسي السابق حسن المحنوش تدوينة توجه فيها بانتقادات لاذعة الى المستقيل من حركة النهضة عبد اللطيف المكي الذي اعتمد المراوغة في تصريح يتعلق بسياسة التمكين التي اعتمدتها الحركة بتعيينها اطرافا موالية لها عطلت إرجاع الحقوق لاصحابها لكسب ود اصحاب الفضل عليهم في التعيينات طيلة فترة التحكم في مفاصل الدولة لتثبيت الدولة العميقة.. عندما صرح وقال:
هناك سؤال اجبت عليه باقتضاب شديد بل وفي كلمة
لكنه يستحق مني الإحاطة به وكشف الغامه
هذا السؤال جائني عن طريق صديق في تدخل منه على مقالي حول خيبة أملي في السيد توفيق شرف الدين الذي احبه واقدره ولا أرضى له التنكر لعهوده والانقلاب على عاقبيه والرجوع في وعد قطعه على نفسه أمام الله والشعب وضميره.
اما السؤال الذي أشرت اليه جاء على لسان السيد عبد اللطيف المكي الذي قال وبخبث عدم رجوع لطفي القلمامي إلى منصبه رغم انه مظلوم ويستحق كل خير السبب فيه اعتراض زملائه في وزارة الداخلية.
هنا مربط الفرس لأقول لسي عبد اللطيف المكي من هم زملاء العقيد القلمامي الذين تعرضوا لعودته إلى عمله وهو مدعما بحكمين إداريين تلزم وزارة الداخلية بعودته إلى عمله بل والتعويض له على ما ناله من سنين الحرمان نفسيا ومعنويا.
نعم لابد لي من أن ادحض قول عبد اللطيف المكي وارده واقول له من تقصدهم من زملاء لطفي القلمامي هم زبانية النهضة الذين تسللوا إلى مفاصل وزارة الداخلية وارتقوا فيها إلى مناصب ما كانوا يحلمون بها بل كانت محرمة عليهم وعلى أمثالهم الذين يتمرون باوامر النهضة وتحت رقابة جهازها السري الذي لم يعدسريا.
أليس يا سي عبد اللطيف اولائك الزبانية هم الذين ارتقوا إلى مناصب حساسة في أجهزة الأمن وتمددوا في مفاصل الوزارة ومنهم من تحصل على منصب ملحق بهيئاتنا القنصلية والدبلوماسية وقد اكتشف الوزير شرف الدين اخيرا خطورتهم على أسرار الوزارة فتخلص منهم جميعا واحالهم على التقاعد الوجوبي ومنهم من ينتظر المتابعات والمحاكمة على ما بدر منهم من مظالم واقلها ظلما واصغرها حجما مظلمة لطفي القلمامي.
انصحك يا سي عبد اللطيف المكي ان لا تحاول مغالطتنا وتغيير مجرى الحقيقة ولا تلتمس للمجرمين عذرا.
والتاريخ لن يرحم والله شهيد على ما فعلتوه برجل من خيرة الرجال صدقا وتربية وكفاء ووطنية
الصديق العزيز والأخ الشهم الكريم العقيد لطفي القلمامي وانا على يقين ان الله لن يحرمه جزاء صبره وسيخذل اعدائه ان الله مع الصابرين
حسن المحنوش
دبلوماسي سابق
انها الادارة العميقة التي تشتغل لفائدة مراكز النفوذ وليس لفائدة المصلحة العليا البلاد، وكما قال غاندي:
كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن
هناك كثيرون مثل القلمامي في كل القطاعات وكم من مشاريع تنموية اجهضت بسبب الحسابات والتعطيلات.
يشكل تغول الجهات المتنفذة أحد اسباب الفساد لأن اللامساواة امام القانون وعدم توفر الفرص بعدالة امام الجميع أحد مظاهره، ومقاومته تتطلب إرادة سياسية وليس شعارات لأن الفساد كالعدوى التي تتسلل الى كل جسم الدولة.
حسب الخبراء تخسر تونس نقطتين سنويا جراء استشراء الفساد، ونقطتين بسبب غياب آليات الحوكمة الرشيدة والتصرف بالمال العام. كما يقدر الخبراء بأن الفساد يكلفنا 20% من ناتجنا الوطني الخام وهو رقم مفزع، كما يكلفنا الفساد فيما يتعلق بالصفقات والشراءات العمومية تقريبا 25% من مجملها، أي تقريبا بقيمة مليار دولار. وهذه الأرقام مخيفة خاصة بالنسبة إلى الاقتصاد التونسي الذي يعتمد على قطاع الخدمات.
لكل هذه الاسباب يهاجر الشباب عبر قوارب الموت بحثا عن فرص العمل والحياة، كما فضل الكثير من أصحاب الأعمال الشباب الاستثمار في الخارج خوفا من بطش تلك العائلات المتنفذة التي تحكم تونس.
بولبابة سالم: كاتب و محلل سياسي
