من بين الأحداث المهمة التي شهدتها تونس في السنوات الأخيرة لا تزال تحتفي بملحمة بنقردان، الموقف الشرفي الذي اتخذه الجيش والشعب التونسي في مواجهة هجمات تنظيم "د-اعش" الإرهابي في مدينة بنقردان في مارس 2016.
ملحمة بنقردان تعكس روح التضحية والفداء التي يتحلى بها الشعب التونسي، فقد قدم العديد من الشهداء والجرحى أرواحهم ودمائهم فداءً للوطن، وهم يعتبرون قدوة للأجيال القادمة في الدفاع عن الوطن والحفاظ على استقراره وأمنه. هؤلاء الشهداء والجرحى هم الأبرار الذين داموا في قلوبنا وقدموا أفضل ما لديهم للوطن الذي يحبون، وبالتالي نحتفي بهم ونتذكر أنهم كانوا لا يهتمون بأنفسهم ولكن بالوطن وبمستقبل أجيالنا.
فقد جسدت قوة الوحدة الوطنية والتلاحم بين الجيش والأمن والشعب، فقد تجاوز الجميع حالة الصدمة الأولية وتعاونوا معًا لصد الهجوم الإرهابي وتحقيق النصر، هذه الروح الوطنية العالية تعكس قوة الشعب التونسي وقدرته على التصدي للتحديات والمخاطر، وهذه الوحدة الوطنية التي ظهرت في ملحمة بنقردان هي تجربة ناجحة للوصل إلى النجاح والنصر على أي تهديد.
كما انها تعكس صمود وقوة الجيش والأمن في مواجهة التهديدات الإرهابية، فقد تصدوا للمهاجمين وتمكنوا من كسر ظهر التنظيم الإرهابي وتحقيق النصر، هذا الصمود والقوة يعكسان قدرة الجيش والأمن التونسي على حماية الوطن والمواطنين من أي تهديد خارجي، وهذه القوة العالية تبقى في قلوبنا كنهج للتحديات المستقبلية والتي قد تواجهناها كشعب مليء بالروح البارزة والقوة الملحومة.
وفي كل سنة نحتفي بملحمة بنقردان ونتذكر بأن الوطن هو قلبنا الذي يجب أن نحميه ونحمي به، نحتفي بالشهداء والجرحى الذين قدموا كل ما لديهم للوطن ونتذكر أنهم كانوا لا يهتمون بأنفسهم ولكن بالوطن وبمستقبل أجيالنا، نحتفي بالوحدة الوطنية التي ظهرت في ملحمة بنقردان ونتذكر أنها هي السلام الذي نحتاجه للبقاء ونجاحنا كشعب.
إيمان مزريقي