سجلت الهيئة الوطنية للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية في تونس زيادة ملحوظة في حالات التسمم الغذائي الجماعي، حيث تم تسجيل 44 بؤرة تسمم منذ بداية العام حتى 20 أغسطس الجاري، أدت إلى إصابة 717 شخصاً دون تسجيل أي حالات وفاة، وفقاً لتصريحات مدير عام الهيئة، محمد الرابحي، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وفي تصريحاته، أوضح الرابحي أن التسممات الغذائية توزعت بنسبة 62% في الوسط العائلي، حيث تكثر حالات التسمم خلال المناسبات العائلية. أما 24% من الحالات فقد تم رصدها في الوسط التجاري نتيجة استهلاك مواد غذائية مشتراة من محلات تجارية، بينما سجلت 14% من الحالات في الوسط المدرسي والسياحي.
وتعزى أسباب التسممات الغذائية في الوسط العائلي بشكل رئيسي إلى تردي البنية التحتية لعملية التخزين والطهي، بالإضافة إلى عدم توفر المياه السائلة، وغياب سلسلة التبريد اللازمة للأطعمة المعدة مسبقاً، وعرضها للهواء في طقس شديد الحرارة. كما يساهم عدم احترام الممارسات الجيدة في تداول المواد الغذائية وغياب شروط حفظ الصحة في تفاقم المشكلة.
الرابحي أشار إلى أن الأعراض التي تظهر على المتضررين تشمل ارتفاع درجات الحرارة، التقيؤ، وأوجاع في البطن، مشدداً على أن جميع الحالات كانت مستقرة. وأضاف أن الهيئة تعمل على توعية المواطنين بضرورة ضمان توفر مكان ملائم يتمتع بأدنى شروط السلامة والصحة، بما في ذلك توفير الماء الجاري وسلسلة التبريد، واختيار الأشخاص المؤهلين لتحضير المواد الغذائية خلال المناسبات.
كما دعا الرابحي إلى ضرورة الانتباه عند شراء المواد الأولية والالتزام بمعايير الصحة العامة لضمان تجنب مثل هذه الحالات. يُعرف التسمم الغذائي الجماعي بأنه تسجيل حالتين أو أكثر تحملان نفس الأعراض وقد استهلكتا نفس المادة الغذائية.
تظل سلامة الغذاء قضية حيوية تتطلب اهتماماً مستمراً من جميع الأطراف لضمان حماية الصحة العامة والوقاية من المخاطر الغذائية.