وفقًا لبيانات المعهد الوطني للرصد الجوي في تونس، شهدت البلاد صيفًا حارًا في عام 2024، حيث يُصنف كأحد الفصول الصيفية الأربعة الأكثر حرارة منذ عام 1950. بلغ متوسط درجات الحرارة 29.5 درجة مئوية، بفارق 1.5 درجة عن المعدل العادي. وتساوى هذا الموسم مع صيفي 2023 و2012 من حيث درجات الحرارة القياسية، بينما احتفظ صيف 2003 بزيادة 1.6 درجة، وصيف 2022 بزيادة 2 درجة، وصيف 2021 بزيادة 2.2 درجة، ضمن قائمة الفصول الصيفية الحارة.
مقالات ذات صلة:
توقعات الطقس في تونس: أمطار غزيرة وثلوج في المرتفعات
توقعات الطقس: تراجع درجات الحرارة اليوم وارتفاع طفيف غدًا
وفاة شخصين في نابل بسبب الطقس العاصف: دراجة نارية وصاعقة تودي بحياة الضحايا
عاشت مختلف المناطق التونسية موسمًا حارًا، لا سيما في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية. وقد بلغت درجة الحرارة القصوى في تونس 35.7 درجة مئوية، متجاوزة المعدل المعتاد بزيادة 1.3 درجة، بينما سجلت درجة الحرارة الصغرى 23 درجة مئوية، بفارق 1.7 درجة عن المعدل الطبيعي.
فيما يتعلق بالأمطار، سجل صيف 2024 غيابًا للأمطار الموسمية، خصوصًا في جنوب البلاد، ما ساهم في زيادة حدة الجفاف. وقدّر المعهد الفجوة في عائدات المياه من الأمطار في هذا الموسم بأكثر من 50% مقارنة بالمعدل الاعتيادي للتساقطات.
تُعتبر تونس من أكثر البلدان تأثّرًا بتداعيات الاحتباس الحراري في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث تسبّب التغير المناخي في فترات طويلة من انحباس الأمطار، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في الموارد المائية.
على الصعيد العالمي، حذر علماء من أن عام 2024 شهد زيادات غير مسبوقة في درجات الحرارة، حيث عانى البشر في جميع أنحاء العالم من 41 يومًا إضافيًا من الحرارة الخطيرة، نتيجة للتغير المناخي الناجم عن النشاط البشري. وقد أكدت مجموعة من العلماء من "المركز العالمي للتنبؤ بالطقس والمناخ" أن عام 2024 هو الأكثر سخونة على الإطلاق، مع سلسلة من الأحداث الجوية القاتلة التي ألقت بظلالها على العديد من المناطق.
في تصريح لها، قالت فريدريك أوتو، رئيسة المركز وعالمة المناخ في امبريال كوليدج: "النتيجة مدمّرة، لكنها غير مفاجئة. تغيّر المناخ كان له دور رئيسي في معظم الأحداث التي درسناها، مما جعل الحرارة والجفاف والأعاصير الاستوائية وهطول الأمطار الغزيرة أكثر ترجيحًا وكثافة، مما تسبّب في تدمير حياة الملايين."
وأضافت أن استمرار العالم في حرق الوقود الأحفوري سيزيد من تفاقم هذه المشاكل، مما يستدعي التحرك السريع لمكافحة التغير المناخي وحماية الموارد الطبيعية.