في مشهد أقرب إلى العبث، يجد بعض التلاميذ أنفسهم خارج أسوار المدرسة دون رقيب عند غياب معلميهم، فيما يتركهم أولياؤهم عند الباب ويعودون أدراجهم دون التحقق من دخولهم إلى الفصول! وبينما تكتفي الإدارات بتطبيق نصوص قانونية جامدة تمنع تجميع الأطفال داخل المدرسة دون إشراف، يبقى هؤلاء الصغار عرضة لمخاطر الشارع والمجهول.
مقالات ذات صلة:
معلّمة تونسية تنقذ تلميذًا وتتعرض للطعن في ستوكهولم: هل أصبحت المدارس أكثر خطورة؟
اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بباجة تُعلّق الحصص المسائية في المدارس بسبب الأحوال الجوية
هل تغرق المدارس العمومية في تونس؟ … تحديات وسبل للإصلاح الجذري
غياب المعلمين.. والمصير المرعب للأطفال!
عندما يتغيب أحد المعلمين في بعض المدارس الابتدائية، يكون الحل المؤقت هو إلحاق التلاميذ بالحضانة، لكن ماذا عن البقية؟ بعض الأطفال يختفون في زوايا الشارع، بلا حماية، بلا متابعة!
الأولياء يضعون كامل ثقتهم في المؤسسة التربوية، لكن الحقيقة المروعة أن بعض التلاميذ لا تطأ أقدامهم الفصول الدراسية أبدًا! فالإدارة، المقيدة بقوانين "عفا عليها الزمن"، لا تستطيع استيعابهم داخل المدرسة، وهكذا تتحول المؤسسات التربوية إلى نقاط انطلاق نحو الضياع بدل أن تكون حصونًا آمنة لهم.
القوانين البالية.. غطاء رسمي للتهرب من المسؤولية
ما يحدث اليوم لم يكن مألوفًا في الماضي، حيث كان المعلمون والإداريون يتحملون مسؤولياتهم بمرونة أكبر، أما الآن فقد أصبحت القوانين نفسها هي العذر الجاهز لترك الأطفال في مهب الخطر!
القوانين الحالية تمنع المدارس من استيعاب التلاميذ دون معلم يشرف عليهم، لكن هل يعقل أن تتحول هذه النصوص إلى ذريعة لترك الأطفال بلا حماية؟!
من يتحمل مسؤولية هؤلاء التلاميذ حين يصبحون ضحايا حوادث الطرق أو فريسة سهلة للاستغلال؟
وزارة التربية في قفص الاتهام.. ومطلب بإصلاح جذري!
الوقت ليس في صالحنا، وهذه الفوضى التي تتكرر كل يوم قد تنتهي بكارثة، فهل تتحرك وزارة التربية قبل فوات الأوان؟
المطلوب اليوم:
🔥 تغيير القوانين فورًا حتى لا يكون غياب المعلم بوابة إلى الضياع.
🔥 فرض إجراءات رقابية صارمة لضمان عدم ترك الأطفال خارج أسوار المدارس.
🔥 تحمل الإدارات لمسؤولياتها كاملة بدل الاختباء وراء النصوص الجامدة.
🔥 إدراج هذه المشكلة ضمن مشروع الإصلاح التربوي حتى لا تتكرر هذه المشاهد المخزية.
إن ترك الأطفال يهيمون في الشوارع بلا حماية هو فضيحة بكل المقاييس.. فإلى متى يبقى الصغار رهائن الإهمال والتهرب من المسؤولية؟