توانسة – من قسم الرياضة

في تطوّر جديد بشأن مباراة الإياب المُعادة بين القوافل الرياضية بقفصة والنجم الرياضي الساحلي، وجّهت الجامعة التونسية لكرة القدم مراسلة رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من أجل استشارته بخصوص إمكانية اعتماد تقنية التحكيم بالفيديو (VAR) خلال هذه المواجهة المقررة يوم الأربعاء 23 أفريل 2025.

طلب مشترك... وتحفّظ دولي

المراسلة التي تم توجيهها إلى الفيفا جاءت بناء على طلب مشترك من نادي القوافل ونادي النجم الساحلي، بهدف تأمين مباراة عادلة وتحكيم دقيق. غير أن الهيكل الكروي الأعلى عالميًا لم يمنح الضوء الأخضر مباشرة، بل طرح شرطين واضحين:

1. إمّا الالتزام بنفس ظروف مباراة الذهاب التي لم تعتمد تقنية الفيديو.

2. أو استشارة كل أندية الرابطة المحترفة الأولى، واعتماد قرار الأغلبية ضمانًا لمبدأ تكافؤ الفرص.

الجامعة تستنجد بالأندية: استشارة أم مسؤولية جماعية؟

تبعًا لموقف الفيفا، وجّهت الجامعة التونسية لكرة القدم مراسلة عاجلة اليوم الثلاثاء 22 أفريل 2025 إلى كل الفرق الناشطة ضمن بطولة الرابطة المحترفة الأولى، تطلب فيها التعبير عن موقفها من مسألة اعتماد تقنية الفيديو في هذه المباراة المفصلية.

هذه الخطوة تطرح أكثر من سؤال:

هل تخلّت الجامعة عن مسؤولية الحسم لصالح الأندية؟ أم أنها تسعى لتقنين قرارها وتجنّب الطعن فيه لاحقًا؟

الأكيد أن هذا التمشي يعكس حرصًا على احترام المعايير الدولية، لكنه في الآن ذاته يفتح المجال لتجاذبات رياضية قد تتجاوز الميدان، خاصة أن فرقًا ستتأثر مباشرة أو غير مباشرة بنتيجة هذه المباراة.

بين النزاهة والتكافؤ: اختبار جديد للكرة التونسية

الملف يطرح إشكالًا معقّدًا: من جهة، يوجد مطلب شرعي من فريقين يطمحان في خوض مباراة مصيرية بأدوات تحكيم حديثة، ومن جهة أخرى، هناك حاجة ملحّة لاحترام مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الفرق المشاركة في البطولة، خصوصًا أن باقي المباريات لم يُستخدم فيها الـVAR.

ومن الجدير بالذكر أن غياب تقنية الفيديو كان سببًا رئيسيًا في إعادة المباراة أصلًا، بسبب خطأ تحكيمي أثّر على نتيجتها، ما يجعل من اعتماد التقنية هذه المرة أمرًا منطقيًا، لكنه قد يُعتبر "امتيازًا خاصًا" إذا لم يحظَ بموافقة جماعية.

ماذا بعد؟ السيناريوهات الممكنة

أمام الجامعة اليوم سيناريوهان أساسيان:

* إذا وافقت أغلبية الأندية: سيتم اعتماد الـVAR في المباراة، ما قد يساهم في تهدئة الأجواء والتقليل من التشكيك في التحكيم.

* إذا رفضت الأغلبية: ستُقام المباراة دون تقنية الفيديو، التزامًا بقرار الفيفا وسعيًا للحفاظ على نفس الظروف التي رافقت بقية مقابلات الموسم.

أكثر من مجرد مباراة

ما يحصل اليوم لا يتعلق فقط بمواجهة بين فريقين، بل هو امتحان شفاف لمدى نضج الكرة التونسية إداريًا وتنظيميًا. هل ستنتصر العدالة التحكيمية بدعم من التكنولوجيا؟ أم سيكون القرار خاضعًا لحسابات أخرى تحت شعار "التكافؤ الرياضي"؟

الأكيد أن يوم 23 أفريل سيكون موعدًا رياضيًا محوريًا، لا على مستوى نتيجة اللقاء فحسب، بل على مستوى صورة كرة القدم التونسية أمام الهياكل الدولية والجماهير المحلية.