في صمت ثقيل وتحت غلالة من الترقب، عقد المدرب التونسي أنيس بوجلبان اجتماعًا ظهر اليوم الأحد 18 ماي 2025 مع مسؤولي نادي المصري البورسعيدي، بحثًا عن نهاية هادئة لتجربة لم تكتمل. الاجتماع الذي انطلق في حدود الساعة الواحدة بعد الظهر، لم يكن عاديًا، بل حمل في طياته الكثير من المعاني، وربما الأسئلة المفتوحة حول حاضر النادي ومستقبله.
الحديث كان واضحًا وصريحًا: فسخ العقد بالتراضي. ولكن خلف الكلمات القانونية، كان هناك حساب لمعادلات أكثر تعقيدًا؛ بين ما قدمه بوجلبان وبين ما انتظرته منه الإدارة، بين الطموحات العالية والواقع الكروي المرهق، وبين التحديات التي فرضها ضغط الجماهير ونتائج لم ترضِ طموح المدينة العاشقة لكرة القدم.
المعضلة الأبرز في هذا اللقاء لم تكن فقط رياضية، بل مالية أيضًا، إذ إن البنود التعاقدية تفرض التزامات دقيقة على الطرفين، وتسوية هذه الالتزامات تتطلّب دقّة في الصياغة وهدوءًا في التنفيذ. وهو ما تحاول إدارة المصري ضبطه قبل الإعلان عن نهاية رسمية للتجربة.
بوجلبان، اللاعب السابق الذي دخل عالم التدريب بروح المقاتل، لم يجد في بورسعيد التربة الخصبة التي ينتظرها. وربما كان يعرف منذ البداية أن التحدّي أكبر من مجرد مباريات. لكن ما يُحسب له، بحسب مقرّبين من الفريق، هو الانضباط واحترامه لمبادئ التفاوض حتى في لحظة مغادرة قد تكون مؤلمة لأي مدرب.
المفارقة أن هذا الفراق يأتي في وقت كان الفريق في أمسّ الحاجة إلى الاستقرار، لكن يبدو أن القطيعة أصبحت أقرب من أي وقت مضى. فهل يكون اليوم بداية كتابة سطر جديد في مسيرة بوجلبان؟ أم أن ما يجري هو درس آخر في هشاشة التحالفات الكروية حين تغيب النتائج ويتقدّم الضغط على الوعود؟
المشهد يُغلق بهدوء... لكن الأسئلة تبقى مفتوحة.